لما بيوصل الطفل لعمر السنتين، بيكون قادر على المشي والكلام والجري، وطول الوقت بيكتسب مفردات جديدة، وصفات جديدة، ومن ضمن الصفات اللي ممكن تظهر هي التمرد والعدوانية تجاه الأشخاص لأسباب مختلفة.
ومن الحاجات المهمة اللي بيحتاج يعبر عنها الطفل؛ هي غضبه، وحزنه، ومشاعره السلبية، بس أحيانًا تعبيره دا بيدل على العدوانية مش مجرد تعبير عن المشاعر، فـ إزاي تقدر كولي أمر تتعامل معاه صح في الحالة دي؟
هنجاوبك عن السؤال دا من خلال دليل شامل لكيفية التعامل مع الطفل العدواني في عمر السنتين؛ عشان الصفة دي ما تسيطرش على الطفل، وتكبر معاه، ويكون صعب التخلص منها.
علامات السلوك العدواني
أول خطوة لفهم كيفية التعامل مع الطفل العدواني في عمر السنتين هي معرفة السلوكيات اللي بتدل على العدوانية، وهي:
- العدوان الجسدي؛ واللي ممكن يتمثل في الضرب، والركل، والعض عشان يلفت الانتباه ليه.
- العدوانية في الألفاظ، والكلمات، والصراخ، والنداء بصوت مرتفع جدًا.
- صعوبة في التفاعل مع الغير، والشجار الدائم مع أقرانه.
- صعوبة في ضبط النفس، والتحكم في السلوك.
- سحب الأشياء من غيره، ورميها.
- عدم التحكم في عواطفه، وغضبه.
- الشعور بالقلق، والعزلة، والخوف.
- تقلب المزاج.
تعرف على: أسباب وعلاج أهم 6 مشكلات سلوكية عند الأطفال.
أسباب السلوك العدواني عند الأطفال في عمر سنتين
بتساهم عوامل كتيرة ومتنوعة في غضب الطفل، وبتخليه يتصرف بأسلوب عدواني، ودا بيسبب الأذى ليه ولغيره.
وقبل ما نعرف كيفية التعامل مع الطفل العدواني في عمر السنتين، لازم نعرف الأسباب اللي بتوصله لكدا، عشان نقدر نعرف العلاج الصحيح، أو نتجنب السبب قبل حدوثه، ومن أهم الأسباب دي:
الشعور بالإحباط
أحد أهم محفزات الغضب والسلوك العدواني هي شعور الطفل بالإحباط لما يُطلب حاجة وما ياخدهاش، أو يكون مطلوب منه مهمة، أو أمر معين وما يقدرش يعمله.
المشاكل الصحية العقلية
إذا كان الطفل بيعاني من مشاكل صحية عقلية، زي اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، أو التوحد، أو اضطراب الوسواس القهري فبيكون عرضة لإنه يمارس السلوكيات العدوانية.
ودي واحدة من المسببات اللي لازم نتعرف عليها من بدري عشان نعرف كيفية التعامل مع الطفل العدواني في عمر السنتين.
الجينات والعوامل الوراثية
تبعاً لدراسة اتعملت عن بيولوجيا العلاقات، وتأثير الوراثة السلوكية عن التفاعلات بين أفراد الأسرة، لقوا إن الجينات ليها دور في التأثير على سلوكيات الطفل المختلفة، وبالتالي السلوك العدواني للطفل ممكن يكون ناتج عن عوامل وراثية.
التعرض للعنف
أثبتت دراسة اتنشرت في موقع PubMed Central اتعملت على مجموعة من الأطفال المعرضين للعدوان الجسدي من أهلهم والآخرين، إن دا ساهم بشكل كبير في خلق أطفال عدوانية، وبتاخد مسارات أكثر عداءً كل ما يكبروا.
ومن هنا النتيجة وضحت إن البيئة اللي بيتواجد فيها الطفل ممكن تكون عامل محفز للعدوانية بشكل كبير خصوصًا لو اتعرض الطفل لصدمات، أو مشاكل في الأسرة، أو إذا كان بيتعرض للعنف والقسوة بشكل مبالغ فيه.
اقرأ أيضاً: طريقة التعامل مع الطفل العنيد وشديد الذكاء في 5 خطوات.
3 مراحل فعالة لكيفية التعامل مع الطفل العدواني في عمر السنتين
من المهم للوالدين يعرفوا إزاي يتعاملوا مع الطفل، وانفعالاته في المرحلة دي بالتحديد، وإزاي يغرسوا فيه طرق لضبط النفس، والتحكم وإدارة المشاعر.
عشان لما يكبر في العمر أكتر يكون تخلص من السلوك دا لو كان طبيعي، ويلحقوا طفلهم في مرحلة مبكرة، ويمشوا معاه في رحلة العلاج من بدري، وما تكونش العدوانية هي السلوك المصاحب ليه حتى بعد ما يكبر.
وبتنقسم طرق التعامل مع الطفل العدواني لـ 3 مراحل مختلفة، ولكل مرحلة فيهم أساليب التعامل المناسبة، ودا اللي هنوضحه بالتفصيل عشان يكون دليل شامل لكيفية التعامل مع الطفل العدواني في عمر السنتين.
أولاً: مرحلة مراقبة سلوك الطفل وتعلم أنماط التصرفات العدوانية
بتكون عبارة عن مراقبة سلوك الطفل، وبتعتمد المرحلة دي على الملاحظة، ومحاولة اكتشاف الأسباب والمحفزات الرئيسية وراء سلوك العدوانية، وبالتالي معرفة إيه أنسب طريقة للتعامل معاه.
ومهم نسأل الأسئلة دي:
1- ماذا يحدث في عالم الطفل العدواني؟
امتى الطفل بيظهر السلوك العدواني دا؟ لما بيكون في البيت، أو عند الأقارب، ولا في الحضانة، ولا لما بيكون في نزهة أو في الملاهي مثلًا؟
والعدوانية دي هل بتحصل في مكان واحد بس، وبيئة محددة هي اللي بتحفزها؟ وامتى سلوك الطفل بيتجه للعدوانية في أي وقت في اليوم؟ وإيه اللي حصل قبل ما يكون الطفل غاضب وعدواني؟
ولو في أي تغيير في بيئة الطفل، زي: تغيير مكان نومه، أو وجود طفل جديد، أو غيرها من التغييرات اللي بتوصله للإحساس بعدم الأمان؟
كل الأسئلة دي محتاجين نلاقي لها إجابة، عشان نعرف كيفية التعامل مع الطفل العدواني في عمر السنتين.
2- كيف تتلقى سلوك الطفل العدواني كولي أمر؟
طريقة تعاملك مع سلوك الطفل العدواني مهمة، وبتفرق في ردود أفعاله، فمثلًا هل ممكن أنت كولي أمر تتعصب وتغضب على طفلك لما بتلاقي منه سلوك عدواني؟ ولا بيكون عندك المقدرة على التحكم في أعصابك وتهدئة نفسك؟
مهم كمان يكون ليك دور فعال في مساعدة طفلك على التعامل مع مشاعر الغضب والعدوانية اللي بيعاني منها، وتوجهه للي المفروض يعمله، وإيه اللي يتجنبه.
كمان مهم تدرك مدى تأثير رد فعلك على سلوكه، وإيه اللي بيتعلمه ويلفت انتباهه في رد فعلك.
3– ما هي العوامل الخارجية التي قد تؤثر على سلوك الطفل؟
مهم تعرف إن في عوامل خارجية بتأثر على طفلك، وممكن تتسبب في سلوك العدوانية، زي مثلًا طبيعة مرحلة النمو اللي بيمر بيها الطفل.
لازم كمان تعرف في الدليل الشامل لكيفية التعامل مع الطفل العدواني في عمر السنتين إن مزاجية الطفل ليها تأثير، فممكن نلاقي الطفل عشان يحس بالأمان، ويحاول يحمي نفسه بيضرب، ويعض كل شخص بيقرب منه.
اقرأ أيضاً: تعديل سلوك الطفل العنيد والعصبي | 10 نصائح مجربة.
ثانيًا: مرحلة مجابهة تطور السلوك العدواني
من أهم الخطوات في كيفية التعامل مع الطفل العدواني في عمر السنتين هي فهم سلوك الطفل، لإنك لو قدرت تفهم سلوكه، وتعرف مثيرات العدوانية عنده، بننتقل بعدها لمرحلة معرفة إزاي تحاول منع وإدارة السلوك العدواني بكل سهولة، ودا بيتم على مراحل، منها:
كيفية منع السلوك العدواني قبل حدوثه
أفضل طريقة للتعامل مع السلوك الغاضب والعدواني هو محاولة منع حدوثه وتجنبه من البداية، ومن الطرق اللي بتساعد في منع العدوانية:
ثبات ووضوح أفعال ولي الأمر
خلي القواعد واضحة وبسيطة وثابتة، فمثلًا لو الطفل عنده عدوانية وبيبدأ يرمي الألعاب، فالقاعدة بتقول إنه يتاخد اللعبة منه ويتحرم منها لمدة محددة، ولو كرر السلوك ورمى اللعبة يتحرم منها تاني وهكذا؛ لحد ما يثبت في عقل الطفل رد الفعل، ويعرف عواقب اختياراته.
لكن في حالة تغيير السلوك كل ما الطفل يرمي اللعبة، هيحتار وهيكرر الفعل؛ لإنه ميعرفش العواقب هتكون إيه، ودي من أكتر النقاط فعالية في كيفية التعامل مع الطفل العدواني في عمر السنتين وتغيير سلوكه.
تجنب المفاوضات والصرامة في التعليمات
على الرغم من إن مناقشة الطفل والاستماع ليه أمر مطلوب ومحبوب، وبيزرع فيه الثقة، إلا إن النقاشات والمفاوضات في القواعد الثابتة والممنوعات أمر غير مرغوب فيه.
لإن دا هيوصل رسالة للطفل إن ممكن يكون في نقاش وتفاوض في كل أمر، ومفيش قواعد ثابتة. فمثلًا لو بتحدد لطفلك ساعة واحدة لمشاهدة التلفاز، فممنوع النقاش والتفاوض في زيادة الساعة، ويقعد يتفرج وقت أطول.
فالصرامة في التربية، وتثبيت التعليمات، وعدم اختراقها واحدة من أهم خطوات رحلتك لكيفية التعامل مع الطفل العدواني في عمر السنتين، ومن غير عنف.
ترك فرصة للطفل لحل مشاكله
اسمح لطفلك بإنه يبادر بالحل قبل ما تتدخل أنت عشان يكون عنده اعتماد على نفسه، ويتجنب الاعتماد على غيره.
فمثلًا اسمح له يحل اللغز اللي في ايده، ويفكر فيه الأول قبل ما تحاول تقدمله الحل، كمان وأنت بتساعده قدم له أفكار تساعده على حل المشكلات مش الحل النهائي، وبعض الإرشادات للوصول، وبعدين لما يوصل للحل افرح بيه، وشجعه على سلوكه.
مدح السلوكيات الجيدة
جرب مع كل مرة طفلك بيظهر فيها تحكم في سلوكياته وانفعالاته، إنك تظهر رد فعل إيجابي، وتعزز سلوكياته الإيجابية.
فمثلًا لو كان معتود إنه أثناء غضبه يضرب أو يركل الحاجات، وفي مرة تجنب الأمر دا بَيِّن له إنك مقدر فعله، وتحكمه في انفعالاته، وحاول دايمًا تسمعه الكلمات اللي توصله إحساس الرضا عن النفس.
تأهيل الطفل لأي تغيرات
ساعد طفلك على تقبل التغيير ولكن بالتدريج، ومهد له الأمر قبل ما يحصل.
فمثلًا لو في مولود جديد لازم تهيئ نفسية الطفل لاستقباله؛ عشان ما يحسش بالتهديد، أو لو هيتم الانتقال لبيت جديد مهد له الأمر، واسمح لطفلك بالاختيار، واعرض عليه اقتراحات متاحة، عشان يقدر يحس إن ليه رأي وتحكم ولو بسيط.
فمثلًا خليه يختار غرفته في المنزل الجديد، أو يختار الكتاب اللي هيقرأه قبل النوم.
مساعدة الطفل على فهم مشاعره
ساعده إنه يكون واعي بذاته وسلوكه، وإزاي ممكن يدير مشاعره بطريقة إيجابية، وكمان اعرض عليه أفكار، وخيارات متنوعة تساعده في المواقف اللي بتشكل له تحدي.
ثالثًا: مرحلة التعامل مع الطفل العدواني في عمر سنتين
لو مقدرتش تتجنب السلوك العدواني للطفل من قبل ما يحصل، فمن خلال الدليل الشامل لكيفية التعامل مع الطفل العدواني في عمر السنتين هندلك على طرق تساعدك للتعامل مع السلوك العدواني:
1- خليك هادي
لما بتُظهر الغضب والإحباط من عدوانية طفلك، دا بيزود من توتره وغضبه، فحاول أول حاجة تعملها إنك تسيطر على نفسك، وتاخد نفس عميق، وتهدي نفسك قدر المستطاع، وما تتعاملش مع طفلك وأنت غضبان أو متعصب، لإن كل ما كنت هادي كان سهل على طفلك يرجع للهدوء تاني أسرع.
2- حاول تفهم مشاعر طفلك وسبب سلوكه
حاول تتكلم مع طفلك وتفهم سبب سلوكه إيه، ووضح له إنك فاهم شعوره، ومتفهم الإحساس اللي بيمر بيه، ووضح له إن رغم تفهمك وتقديرك لمشاعره، إنه مينفعش يتصرف بغضب أو بسلوك سلبي زي إنه يضرب شخص أو يرمي حاجة.
معاملتك للطفل بوعي وفهم من الحاجات الثابتة في رحلتك لكيفية التعامل مع الطفل العدواني في عمر السنتين، لإن الطفل بيكون فاهم معظم كلامك وردود أفعالك.
3- استخدم كلمات وحركات سهلة لتوصيل رسالتك للطفل
حاول وأنت بتطلب من طفلك التوقف عن العدوانية تكون الكلمات سهلة وواضحة ومختصرة.
ومع ذلك ممكن من حالة الغضب والعدوانية اللي بيمر بيها الطفل ميفهمش كلماتك، وماتكونش كافية عشان يوقف التصرف اللي بيعمله.
فبالتالي ممكن تستخدم التواصل البصري، ونبرة صوت حازمة، والإشارات باليد عشان توصل له الرسالة المطلوبة، وراعي إنك هتحتاج تكرر كذا مرة لحد ما الطفل يستجيب، ولو استجابة بسيطة.
أهم حاجة ما تيأسش من ردود أفعاله الإيجابية البسيطة وأنت بتنفذ خطوات العلاج لكيفية التعامل مع الطفل العدواني لعمر السنتين، لإن هييجي عليه وقت ويستسلم لتعليماتك.
4- استخدم المشتتات
حافظ على هدوئك وجرب تظهر إنك مش منتبه لسلوكه العدواني، واعرض عليه إنه يعمل نشاط بيحبه أو إنكم مثلًا تلعبوا لعبة بيحبها.
أو جرب تحضن الطفل وتعبر ليه عن مشاعرك وإنك بتحبه، كل دي أمور هتشتت انتباه الطفل، ودا من السهل عمله مع الأطفال وخصوصًا في السن دا.
5- اقترح طرق لإدارة مشاعر الغضب
علم طفلك إن في طرق واستراتيجيات للتعبير عن غضبه، وتفريغ شحنة الغضب دي من غير ما يؤذي نفسه أو حد حواليه، زي: إنه ممكن يستخدم القفز ، أو تمزيق الأوراق، أو رسم صورة بتعبر عن غضبه، أو ممكن يضرب الوسائد حسب الطريقة اللي تكون مناسبة، ومريحة ليه.
ساعد طفلك عشان يكتشف الأنسب ليه، وعلمه إزاي يتمرن عليها عشان يعبر عن مشاعره بطريقة منضبطة، هيكون دا فعال جداً في كيفية التعامل مع الطفل العدواني في عمر السنتين وإدارة مشاعره لحد كبير.
6- خد رد فعل سريع
يفضل إنك تاخد رد فعل سريع على تصرفات الطفل العدوانية، لإن تأجيل النقاش في الفعل بيؤدي لنسيان الطفل للي عمله ووارد يكرره تاني، ومهم نشرح الأسباب اللي بنحط القواعد عشانها، لإنك بكدا هتساعده يلتزم بيها.
7– اهتم بتقديم الأشياء المفضلة في الوقت المناسب
أوقات كتير بيتصرف الأبوين بشكل خاطيء لما بيمنحوا أطفالهم كل طلباتهم والحاجات اللي بيفضلوها، في وقت هما اتصرفوا بعدوانية أو سلوك تاني غلط، بغرض إنهم يتخلصوا من بكاء الطفل وصراخه.
فدا بييجي بنتيجة عكسية، لإن الطفل ممكن يفتكر إن حصوله على طلباته دا بسبب البكاء.
8- اهتم بالطرف المتضرر
في وقت تصرف الطفل بعدوانية، ينصح بتهدئة الطرف الآخر اللي سببله الأذى، عشان نوصل للطفل فكرة إن سلوكه بالشكل دا مش هيساعده في الحصول على الاهتمام.
9- استخدم كرسي العقاب
في حال لاحظ أحد الأبوين تصرف الطفل بعدوانية بصورة متكررة، فيفضل مراقبته ومنعه من التصرف دا، بالجلوس على كرسي العقاب دقيقتين مثلًا.
وأخيراً، افتكر إن كل ما طفلك يكبر مفروض إنه يبدأ يسيطر على انفعالاته، ويتحكم في مشاعره، لكن هيحتاج منك مساعدة، وصبر طول ما هو في سن صغير.
استعين بالخطوات اللي قدمناها في كيفية التعامل مع الطفل العدواني في عمر السنتين، ولو حسيت إنك محتاج استشارة، أو مساعدة؛ اطلبها فورًا من طبيب أو أخصائي، وخليهم يقدموا الدعم الكامل ليك ولطفلك.
المصادر
Toddler Aggression When to Worry.
أضف تعليق