يعد طيف التوحد من أشهر الاضطرابات اللي بتصيب الأطفال، وبتأثر بشكل ملحوظ على حياتهم اليومية، وبيظهر التأثير دا في سلوكياتهم وتعاملاتهم مع الغير، فبنلاقي إن الطفل بيميل دايمًا إلى العزلة والابتعاد عن الأماكن اللي بيتواجد فيها عدد كبير من الأشخاص، فيا ترى هل طفل التوحد يحب الخروج؟
في المعظم هتكون الإجابة بالنفي؛ لإن طفل التوحد بيعاني من مجموعة من الأعراض اللي بتسيطر عليه، وعلى سلوكياته، وبتجبره يتصرف بالطريقة دي.
وفي المقال دا هنجاوبك بالتفصيل عن سؤال هل الطفل المصاب بالتوحد يحب الخروج، ونوضح إزاي نتعامل مع الطفل بطريقة صحيحة، وكمان هنلقي الضوء على بعض الأسئلة المتعلقة بطفل التوحد، تابع معنا.
طيف التوحد وأعراض القلق الاجتماعي: هل طفل التوحد يحب الخروج؟
يعاني الطفل المصاب بالتوحد من مجموعة كبيرة من الأعراض المصاحبة للاضطراب دا، اللي بتأثر على استجابته الجسدية تجاه أي فعل، وبتخليه يتصرف بشكل غريب مقارنةً بباقي الأطفال اللي في سنه.
فبنلاقيه بيواجه:
1- اختلافات في معالجة الحواس
هي واحدة من السمات الرئيسية للتوحد، فبنلاقي إن أغلب الأطفال بتكون البيئة الحسية الخارجية بالنسبالهم مرهقة جدًا، بسبب:
- الأضواء الساطعة
- الأصوات الصاخبة
- الروائح القوية
- الزحام
مش بس كدا، التجارب الحسية مش مقتصرة بس على البيئة الخارجية، دا ممكن ملمس الملابس، وشعور الأسطح تحت الأقدام، والطعم والرائحة، يأثروا بشكل كبير على رغبته في الخروج.
وعلى الجانب التاني ممكن يكون الطفل بيستمتع بالخروج، والمشي في الحدائق، والشعور بالرياح، واستكشاف الأنسجة المختلفة.
2- تحديات التفاعل الاجتماعي
النقطة دي هي عامل فارق جدًا في الإجابة عن سؤال هل طفل التوحد يحب الخروج أو لأ، لإن أغلب أطفال التوحد بيعانوا من فهم الإشارات الاجتماعية، والتجاوب في المحادثات، وتفسير التواصل غير اللفظي.
ودي بعض الأمثلة للمشاكل التفاعلية:
- المعاناة من نوبات الغضب المتكررة
- عدم قدرته على تعريف اسمه
- ضعف في مهارات التواصل
- صعوبة الاتصال بالأعين
فبتكون فكرة الخروج ليه يعني مواجهة مواقف اجتماعية مش مألوفة بالنسباله؛ فبتسببله ضغط، وبالتالي بيفضل الراحة والتوقعات المألوفة في البيئات اللي بيحس فيها بالسيطرة.
ودا اللي أثبتته دراسة اتنشرت على موقع PubMed لمعرفة العلاقة بين التفاعل الاجتماعي والقلق للأطفال والمراهقين المصابين بطيف التوحد، ووجدوا إن اضطرابات طيف التوحد المختلفة ليها تأثير قوي وبتؤدي لارتفاع مستويات القلق الاجتماعي، وبالتالي بيقل التفاعل الاجتماعي.
وفي نفس الوقت ممكن نلاقي طفل تاني التفاعل الاجتماعي مش بيسبب له أي قلق، وبيحب ينتمي لأشخاص عندهم نفس اهتماماته، فممكن يروح نادي يلعب رياضة، أو يشارك في أنشطة اجتماعية، وهكذا.
3- اهتمامات وتفضيلات مختلفة
بتلعب الاهتمامات والتفضيلات دور مهم في حب الخروج أو لأ بالنسبة لطفل التوحد، فبعض الأطفال هنلاقيهم زي الأطفال الطبيعيين، وليهم هوايات واهتمامات متنوعة، والبعض التاني لأ.
فممكن طفل يحب الحيوانات، ويحب يخرج لحديقة الحيوانات، أو يركب قطر، أو يراقب المراكب، كل دي اهتمامات بتشجعه على الخروج.
والأسباب دي لازم ولي الأمر يعرفها كويس، ويتعامل إنها أمور خارجة عن إرادة الطفل، ومطلوب منه يتقبلها.
اقرأ أيضًا: متى يتكلم طفل التوحد؟
كيفية تحبيب طفل التوحد في الخروج
بعد ما عرفنا الصعوبات اللي بتواجه طفل التوحد في الخروج، وبتخليه خايف من الفكرة، بيكون دور الآباء هو مساعدة الطفل على الخروج ضمن نطاق معين، وعرضه على العالم الخارجي تدريجيًا، وتهيئته للتفاعل مع العالم الخارجي بطرق معينة.
ودي أهم النصائح لزيادة رغبة طفل التوحد للخروج:
الحصول على حيوان أليف
أثبتت دراسة اتنشرت على Sage Journals إن طفل التوحد اللي بيعتني بحيوان أليف بيمتلك القدرة على التواصل، والتعبير عن النفس، والكلام أكتر من اللي ما عندهوش حيوان أليف.
وبتكون سرعته في اكتساب المهارات أكبر، ودا لإن امتلاك حيوان أليف بينمي عنده مشاعر كتير بتربطه بالكائن دا، وبسببه بيكون عنده موضوع يتكلم فيه مع أصحابه.
قيادة مجموعة
من الأمور اللي هتفرق في التفاعل الاجتماعي لطفل التوحد، هو إنك تديله فرصة يقود مجموعة من الأطفال في أي نشاط، دا هيسمح له باختبار تجارب ومشاعر جديدة، وبيبدأ يرسم حدود لنفسه يتعامل بيها مع الآخرين، ويتفاعل معاهم بشكل صحيح.
المشاركة بالأنشطة البيئية
ممكن نخلي الطفل يشارك في بعض الأنشطة البيئية، زي: قص العشب، أو تنظيف أشجار حديقة البيت، أو إطعام الطيور؛ لإن كل الأنشطة دي هتدمجه أكتر مع البيئة المحيطة بيه، وهتقوي عنده الإدراك.
التشجيع على الألعاب المفيدة
بعض الألعاب بتساهم بشكل كبير في تحسين إدراك طفل التوحد، زي: الرسم، واللعب بالرمل، والفقاعات، والألعاب المائية، ودا لإنها بتقوي من حواسه، وبتوفر له المتعة كمان.
اختيار أماكن ممتعة
من الأمور اللي هتحبب الطفل في الخروج، هي التوجه للأماكن اللي بيفضلها، زي النوادي، والحدائق، أو أي مكان بيفضله.
البحث عن دعم المدرسة
من الأماكن اللي طفل التوحد بيقلق منها هي المدرسة، ودا بسبب نفس المخاوف اللي قلنا عليها قبل كدا، وهنا هنطلب الدعم المدرسي واللي بيتضمن برنامج تعليمي فردي، زي: العلاج بالكلام، وتحسين السلوك واللغة، والسيطرة على مخاوف الطفل الحسية.
تحديد الوقت الاجتماعي
التواصل من الأمور الصعبة على طفل التوحد، ولكن بتخصيص وقت للعب والأنشطة الجماعية، دا هيسرع من تطور قدرته على التواصل، وتكوين صداقات جديدة، وهتخليه قادر على:
- التخطيط للأنشطة المستقبلية
- اختيار المكان المناسب والأريح له
- قراءة الإشارات الاجتماعية
- التعريف بنفسه
- التحدث مع الآخرين
- اختيار زميل اللعب
استخدام التكنولوجيا
تطبيقات التكنولوجيا بتساعد في تحسين المهارات السلوكية، والاجتماعية من خلال التطبيقات التعليمية، وألعاب وبرامج الكمبيوتر، وبالتالي وممكن نستخدم برامج تساعد الطفل على النطق لو كان بيعاني من صعوبة في الكلام.
التحفيز على الحركة
النشاط البدني ممكن يحفز الطفل للخروج، زي المشي، أو الركض، أو ركوب الدراجة.
معالجة بعض المشاعر
من الأسباب اللي ممكن تخلي الطفل مش حابب الخروج هي التعرض للتنمر، ودا بيوجب على الأبوين التحدث مع الطفل عن كل المشاكل اللى ممكن تقابله عشان متأثرش عليه بشكل كبير، وطلب المساعدة من المختص لو ظهر على الطفل علامات الاكتئاب.
لماذا يكون الخروج مع طفل التوحد صعبًا؟
زي ما قولنا قبل كدا طفل التوحد بيواجه تحديات كبيرة أثناء الخروج، من ضعف التفاعل الاجتماعي، وتكوين الصداقات، وتغيير روتينه اليومي، ومقابلة ناس غريبة.
وكل دا بيسبب له قلق وتوتر ممكن يعبر عنه في شكل نوبات غضب، وانهيار عصبي.
كيفية التعامل مع الانهيار العصبي لطفل التوحد
مهمة الآباء مع طفل التوحد كبيرة، فبيكونوا مضطرين على التعامل مع سلوكيات الطفل الصعبة وتوجيهه، بالإضافة إلى أحكام وآراء الآخرين فيهم وفي أولادهم.
وواحدة من السلوكيات دي هي الانهيار العصبي والغضب، ومن الحاجات اللي بتساعد ولي الأمر في التعامل معاه في الوقت دا:
معرفة ما يقلق الطفل
أول خطوة في رحلة السيطرة على الانهيار العصبي لطفل التوحد؛ هي معرفة الحاجات اللي بتسبب له القلق والاضطراب عشان نعرف نتعامل معاه أسهل.
والأمر دا بيتضح مع الوقت، وبيصبح ولي الأمر قادر يحدد بالظبط إيه الحاجات اللي بتقلق الطفل، وإيه الحاجات اللي بيقدر يتعامل معاها بدون ما تسبب له مشكلة.
التدريب على استراتيجيات التهدئة
من المهم إننا ندرب الطفل على الاستراتيجيات اللي تساعده يهدأ، ونعلمه إنه يلجأ لها وقت القلق والغضب، ومنها:
- أخذ أنفاس عميقة متتالية لحد ما يهدى
- الجلوس في مكان هادئ في المنزل
- قراءة كتاب مفضل يشغله
- الجري في مكان واسع
- العد إلى رقم 10 ببطء
بالطريقة دي هنساعد الطفل يتعامل بطريقة صحيحة مع قلقه، وهيبدأ الأمر يتحسن مع الوقت.
تجنب التغيير المستمر في الروتين
طفل التوحد بيتضايق من أي تغيير جديد يحصل لروتينه اليومي، وبالتالي لازم نحط دا في اعتبارنا، ونحاول نقلل قدر الإمكان من التغيرات اللي ممكن تحصل، وكمان ممكن ننوه عن التغيير دا قبله بمدة عشان الطفل يبدأ يستوعب، ويقتنع بالتغيير.
منح الطفل فرصة ممارسة الأشياء المقلقة في بيئة آمنة
إحساس الطفل بالقلق هيزول تدريجيًا لما يجرب الحاجات اللي بتقلقه، ولكن بصورة مصغرة، بمعنى إننا لو سألنا هل طفل التوحد يحب الخروج؟ فالإجابة هتكون ل.
ودا شيء لازم نحطه في اعتبارنا، ونعرف إيه سببه بالتفصيل عشان نقدر نتعامل.
فمثلًا لو بيقلق وينهار لما يتواجد في سوق كبير، أو أثناء تعامله مع الناس هناك، ممكن تبدأ تاخده معاك محلات صغيرة، وتحاول تطمنه إنه مفيش حاجة هتحصل، واتجنب العنف تمامًا، ممكن كمان يتعامل بشكل بسيط مع الموجودين في المحل زي إننا نعطي له الحساب يسلمه للكاشير مثلًا.
في البداية ممكن ما يبقاش في استجابة منه، لكن الأمر بيحتاج إلى التكرار، ومع الوقت هيبدأ يستجيب، والقلق يتلاشى عنده تدريجيًا.
طلب المساعدة من الطبيب
أحياناً رغم فهم طبيعة الاضطراب، واتباع مجموعة النصائح دي بيكون التعامل مع انهيار طفل التوحد لسن فيه صعوبة، وبالتالي ممكن يحتاج إلى أدوية علاجية بجانب التعديل السلوكي.
والحل هنا هو طلب مساعدة الطبيب لفحص الطفل، وتشخيصه، وعمل خطة علاجية مناسبة لحالته.
كيفية التعامل مع طفل التوحد في الأماكن العامة لمنع الانهيار العصبي
هل طفل التوحد يحب الخروج؟ بالعكس هو ممكن ينهار أثناء تواجده في الأماكن العامة، وبالتالي لازم نعرف إزاي نتعامل معاه صح في حالة تواجده في الأماكن دي؛ عشان نتجنب حدوث الانهيار العصبي.
من الحاجات اللي بتساعدنا على تقليل فرصة انهيار الطفل في الأماكن العامة:
قراءة إشارات الطفل ومحاولة تهدئته
فهم إشارات الطفل، وتعبيرات وجهه المعبرة عن القلق؛ هيساعدك تفهم الأمر بسرعة، وعلى الأساس دا، هتبدأ تهدي الطفل بالطريقة المناسبة له، وللموقف.
التقاط صور تعبر عما سيحدث بالخارج
تقدر تتغلب على مشكلة الانهيار العصبي للطفل أثناء وجوده بالخارج، بإنك تخلي الطفل مستعد للخروج.
ودا عن طريق إنك تجيب له مجموعة من الصور اللي بتعبر عن اللي هيحصل بالخارج، واشرح كل صورة بالطريقة اللي يفهمها الطفل؛ عشان يكون عنده خلفية عن أي حدث ممكن يحصل أثناء تواجده بالخارج، وبالتالي نقلل من شعوره بالقلق، وبالتالي نقلل كمان من فرصة حدوث انهيار عصبي.
الابتعاد عن الأصوات الصاخبة
وجود الضوضاء والأصوات الصاخبة من الأسباب اللي بتمنع طفل التوحد من الخروج، وبنلاقي إن الأصوات دي للطفل الطبيعي ممكن تكون طبيعية.
لكن الأمر بيكون أصعب بكتير لطفل التوحد، وممكن تسبب له انهيار عصبي، وبالتالي تجنب وجود الطفل في مكان صاخب، أو إبعاده عن الأماكن دي هيساعدنا في التعامل معاه أفضل.
التوقف عن الشعور بالإحراج من طفلك
لازم كولي أمر تفهم إن سلوكيات الطفل الصعبة دي خارجة عن إرادته، ومفيش داعي للخجل أو الإحراج منها.
وكمان لازم تتصدى لأي حد بيقلل من الطفل أو يسيء له، وتحاول قدر الإمكان تفهم المحيطين طبيعة الطفل، وسبب سلوكياته دي؛ عشان يقدروا موقفه، ويتعاملوا معاه بطريقة صحيحة تقلل من فرصة تطور حالته.
نصائح لدعم طفل التوحد على الخروج
بعد ما فهمنا إيه الأمور اللي بتأثر على رغبة طفل التوحد للخروج أو لأ، مهم جدًا ندعم احتياجاته، وتفضيلاته اللي تسهل عليه الخروج، ومن أهم الاستراتيجيات:
التعرض التدريجي
يمكن تعرض الطفل للخروج تدريجيًا من خلال البيئات المألوفة، والبسيطة اللي بتخلو من الأمور اللي بتضايقه زي الضوضاء، والإضاءة العالية، وزيادة التعقيد ببطء.
الدعم الحسي
استخدام بعض الأدوات لتخفيف المثيرات الحسية اللي بتسبب للطفل الازعاج، زي: النظارات الشمسية، وسماعات الضوضاء، وقفازات اليد.
الدعم البصري
عشان نخلي التوقعات مألوفة بالنسبة للطفل للمكان اللي رايحه، ممكن نوريله صور عن المكان، والأنشطة اللي هيقوم بيها، والأشخاص اللي أول مرة يشوفهم.
الحيادية
اسمح للطفل بالمشاركة في اختيار الأنشطة والأماكن اللي رايحها، دا بيديله أريحية فإنه شارك في القرارات اللي بتأثر عليه.
التعزيز الإيجابي
احتفل بالنجاحات الصغيرة اللي عملها أثناء الخروج، زي إنه اتعامل مع أي حاجة من اللي بيواجه فيها صعوبة، دا هيعزز التجارب والروابط الإيجابية عنده.
المرونة
خليك مستعد لتكييف الخطط والتوقعات بناءً على ردود فعل الطفل وراحته، وامنح الأولوية لراحته فوق كل شيء.
هل الخروج مفيد لطفل التوحد؟
الخروج بيوفر فوايد كتير لطفل التوحد، زي:
- زيادة وعي الطفل وإدراكه، والقدرة على تحليل المواقف وفهمها؛ من خلال التعامل مع أشخاص مختلفين.
- تقليل الضغط والتوتر عنده في حال القيام بالأنشطة المفضلة ليه، واختيار مكان مناسب.
- خوض تجارب جديدة، واكتساب مهارات جديدة، والتعرف على العالم الخارجي.
أسئلة أخرى مهمة عن طفل التوحد
بعد الإجابة على سؤال هل طفل التوحد يحب الخروج محتاجين نعرف بعض المعلومات الأخرى عن الطفل دا؛ عشان نتمكن من فهم حالته بالطريقة اللي تساعدنا على التعامل معاه بأسلوب مناسب من غير ما نضايقه، أو نزود أعراض الاضطراب عنده.
هل طفل التوحد يخاف من الظلام؟
يخاف طفل التوحد من نفس الأشياء اللي بيخاف منها باقي الأطفال، ولكن خوفه بيكون بدرجة أكبر فبنلاقي إن سبب خوفه من الظلام؛ إنها بتزود عنده القلق والتوتر.
لكن من الحاجات المبشرة لولي الأمر إن الدراسات وضحت إنه في إمكانية لعلاج القلق بشكل كلي عند الأشخاص المصابين بطيف التوحد مع مرور الوقت، ودا اللي وضحته دراسة اتنشرت على موقع NIH إنه يمكن تحسن الأعراض للمصابين بطيف التوحد؛ من خلال زيادة الخبرات، والتفاعل الاجتماعي.
اقرأ أيضًا: الفرق بين سمات التوحد والتوحد عند الأطفال في الأعراض وكيفية العلاج.
هل طفل التوحد يحب الحضن؟
الحضن هو تعبير جسدي عاطفي مقبول بيوضح مدى حب الشخص للآخرين، وبيأثر بشكل كبير في علاقته بيهم خصوصًا مع الأطفال، ولكن بالنسبة لطفل التوحد الأمر بيكون صعب.
فنظرًا لوجود اختلاف كبير في طيف التوحد، فبنلاقي إن في اختلاف في صفات وسلوكيات الطفل المصاب بالتوحد، بمعنى إن ممكن نلاقي طفل بيفضل التعبير عن الحب بالعناق، وبيقدر جدًا الأشخاص اللي بيحضنوه.
وعلى الجانب الآخر بنلاقي طفل بيكره أي نوع من الاتصال الجسدي، وبيتضايق لما يكون في حد عايز يحضنه، أو حتى يلمس جسده.
وبالتالي لازم نتقبل الاختلاف دا وندرك طبيعة طفلنا كويس، وما نحاولش نضايقه بالسلوكيات اللي مش بيحبها؛ عشان نتجنب إنه ينهار أو قلقه يزداد.
هل طفل التوحد يفهم جيدًا؟
أثبتت الدراسات الحديثة أن الأطفال المصابين بالتوحد أحيانًا بيقابلوا صعوبة في فهم الكلمات البسيطة، ومش بيكونوا قادرين يركزوا على الكلمات الجديدة.
وبنلاحظ إن أطفال التوحد غير منتظمين في مدى استجابتهم للتعليمات، وقدرتهم الاستيعابية، بمعنى إن بعضهم ممكن يستجيب لأوامر معينة بدون فهم، زي الإرشادات البسيطة مثلًا لكن في النهاية بيفضل في مشكلة.
دا غير إنه ما بيفهمش أي تواصل غير لفظي، وبالتالي لازم نكون حريصين وإحنا بنتعامل معاه إننا نعبر عن كل حاجة عن طريق الكلمات البسيطة اللي ممكن يستوعبها، ونوضح كلامنا بالتفصيل، ونحاول نركز أثناء الكلام معاه على فكرة واحدة بدون ما نشتته، وكمان عشان نتأكد إنه قدر يفهم كلامنا بوضوح.
هل طفل التوحد يبكي كثيرًا؟
في الغالب طفل التوحد بيواجه صعوبة في إدارة العواطف، فممكن يبكي بشدة عشان يتخلص من القلق، والتوتر ، والشعور بالإرهاق اللي ممكن يكون جواه.
وهنا لازم ولي الأمر يفهم إن السلوك دا مجرد استجابة من الجسم نتيجة لشعور الطفل السيئ، وتصرف خارج عن إرادته، وبالتالي دوره إنه يحاول يهدي من خوف الطفل وقلقه، ويطمنه عشان يسيطر على نوبات البكاء دي.
كمان من واجب ولي الأمر إنه يساعد الطفل في التعبير عن مشاعره، ويديرها بشكل صحيح؛ عشان يقدر يسيطر على حالة الطفل، ويقلل من حدة نوبات البكاء اللي ممكن الطفل يدخل فيها.
ما هو الفرق بين الطفل الطبيعي والمتوحد؟
رغم وجود فروق كتيرة بين الطفل الطبيعي والطفل المتوحد؛ إلا إنه في بعض الأحيان بيكون من الصعب إنك تفرق بين الطفلين؛ لإن طفل التوحد بيتطور بشكل كبير لفترة من عمره، وبعدها بيقل التطور دا مقارنة بباقي الأطفال من عمره، وأثناء فترة التطور بيكون من الصعب على ولي الأمر اكتشاف اضطراب التوحد.
الأمر بيكون أوضح لما بيوصل الطفل لعمر 3 سنوات؛ لإن هي دي الفترة اللي بيكون فيها تطور ملحوظ في مهارات الطفل الطبيعي.
فبنلاحظ هنا إن طفل التوحد بيفتقد للعديد من المهارات؛ زي إنه مش قادر يفهم التعليمات المختلفة، ومش بيعرف يلعب مع أقرانه الألعاب اللي بتعتمد على التخيل والإبداع.
كمان بيفتقد التواصل البصري أثناء تعامله مع الغير، وممكن يفقد مهارات كانت موجودة عنده بالفعل، وفي الحالة دي لازم نعرض الطفل على طبيب نفسي لتشخيص الحالة، ومعرفة مدى تطورها، ولعمل خطة علاجية مناسبة لحالته.
هل طفل التوحد ينام جيدًا؟
من المحتمل إن طفل التوحد يعاني من مشاكل في النوم، فممكن نلاقي نومه غير منتظم، أو مش عارف يدخل في النوم بسهولة؛ فبيفضل لفترة طويلة مستلقي على السرير بس مش قادر ينام.
أحيانًا كمان بيصحى أثناء الليل، ويفضل قاعد فترة طويلة بدون نوم ويصحى بدري، فبنلاحظ إن عدد الساعات اللي بينام فيها الطفل المصاب بالتوحد بتكون أقل من الساعات اللي بينامها الطفل الطبيعي اللي في نفس عمره.
وأخيرًا، طفل التوحد بيختلف في استجابته عن الطفل الطبيعي في أمور كتير، ودا بيوجب على الوالدين معرفة تفضيلات الطفل، وتقديم دعم فعال ليه.
ومن الأسئلة اللي بتشغل بالهم هل طفل التوحد يحب الخروج أو لأ، فبنلاقي إن دا بيعتمد على 3 عوامل، تفاعل الطفل الاجتماعي، وتفضيلاته الفردية، ومعالجة الحواس عنده.
ودا بيختلف من طفل للتاني، ولكن يمكن تخفيف الآثار دي عليه من خلال توفير بيئة داعمة، ومحفزة للطفل للاستمتاع بالخروج، زي الذهاب للأماكن المحببة، والحديث معاه عن المكان، ومشاهدة صور ليه قبل ما يروح، وممارسة الأنشطة والألعاب المحببة ليه.
المصادر
Playing Outdoors: Building Skills, Exploring and Creating Memories for Autistic Children
أضف تعليق