تربية الأطفال مش دايمًا سهلة، خاصةََ لما يكون عندك الطفل المستفز اللي بيتصرف بطريقة صعبة وبيخلي يومك كله توتر وعصبية، سواء بيدخل في نوبات غضب، بيرفض يسمع الكلام، أو بيحرجك قدام الناس، فأكيد حسّيت في وقت إنك مش قادر تسيطر على الموقف.
الواقع إن كل الأطفال ممكن يمروا بمرحلة يكونوا فيها صعبين ومُرهقين، حتى لو أنت بتعمل كل حاجة صح. بس السؤال هنا: إزاي تتعامل مع الطفل العنيد المستفز اللي سلوكياته بقت شبه يومية؟ وإيه هو علاج السلوك دا من غير ما تفقد أعصابك أو تتوتر؟
في المقال دا هنقولك على خطوات ذكية تساعدك تسيطر على السلوك الاستفزازي عند الأطفال والمراهقين وتخلي علاقتك بابنك أحسن وأهدى.
مين هو الطفل المستفز؟
ناس كتير من الأهالي بيركزوا على نمو طفلهم من ناحية الجسم أو الكلام، وبيتجاهلوا تمامًا إن في جوانب تانية للنمو مهمة جدًا، زي النمو النفسي والعاطفي والاجتماعي من أول القفزات اللي بتحصل في النمو النفسي للطفل بتكون عند عمر السنتين، ودي بنسميها “مرحلة الاستقلال”.
وفي المرحلة دي الطفل بيبدأ يمشي، ودا بيخليه يحس إنه مش جزء من ماما، وإنه كيان لوحده. بيبقى عايز يكتشف الدنيا، يجرب بنفسه، وياخد قرارات من دماغه.
فلو الأهل استوعبوا دا، ووفروا له مساحة يعبر عن رأيه حتى في الحاجات الصغيرة، وسابوا له حريته (في اللبس، اللعب، أو حتى اختيار أكله)، وكمان شاركوه مسؤوليات بسيطة في البيت، الطفل هيشبع إحساسه بالاستقلال بشكل سليم.
لكن لو الأهل رفضوا دا، وبدأوا يكبتوا حريته، هنا بيبدأ يظهر الطفل المستفز. ليه؟ لأنه بيحاول يثبت نفسه بأي طريقة؛ فممكن يعاند، يصرخ، أو يعمل مشاكل من غير سبب، لأنه ببساطة مش لاقي طريقة صحية يعبر بيها عن استقلاله.
ولازم تفرق بين الطفل العنيد والمستفز؛ فبنلاقي العناد بيكون نابع من تمسّك الطفل برأيه أو رفضه لحاجة معينة لأنه مش مقتنع بيها أو مش مرتاح؛ فغالبًا بيكون مصمم على موقفه لأسباب داخلية مش علشان يستفز حد.
لكن الاستفزاز هدفه إنه يضايقك أو يطلع منك رد فعل حتى لو هو عارف إن اللي بيعمله غلط، وفهم الفرق بينهم بيساعدك تتعامل مع الموقف بهدوء وتختار الرد الصح.
اتعرف على: 5 خطوات للتعامل مع الطفل العنيد وشديد الذكاء.
أسباب ظهور الشخصية الاستفزازية عند الأطفال
زي ما قولنا إن الطفل من بداية السنتين بيبقى عنده احتياج كبير جدًا للاستقلال؛ فلو الاحتياج دا اتشبع وقتها، غالبًا العناد بيروح لوحده مع الوقت. لكن لو ما اتشبعش؟ هنا بتبدأ مشاكل زي التمرد، والعناد، وبيظهر الطفل المستفز، ودي أهم الأسباب اللي بتزيد السلوك دا:
- الإحساس بالإهمال أو إنه مش مسموع فبيستفزك علشان ياخد رد فعل.
- تقليد تصرفات شافها في البيت أو المدرسة أو على الشاشات.
- الشعور بالتوتر أو الضغط النفسي ومش عارف يطلّعه.
- عدم القدرة عن التعبير عن مشاعره أو غضبه بالكلام.
- اختبار لحدودك وبيشوف لحد فين ممكن يوصل.
- الشعور بالغيرة من إخواته أو حد تاني.
- محاولة للفت الانتباه من الأهل.
- إثبات استقلاله وإنه بقى كبير.
اتعرف على: 7 طرق فعالة للتعامل مع الطفل العصبي في عمر السنتين.
إزاي تتعامل مع الطفل المستفز؟ خطوات هتساعدك تسيطر على الموقف
لو اتعرضت لسلوك استفزازي من طفلك وحسيت إنه قاصد يضايقك -خاصةََ لو قدام ناس-، فدي الخطوات الصحيحة للتعامل مع الموقف دا:
1- إمسك نفسك واهدى: أهم حاجة متفقدش أعصابك، لأنه كل ما تعصبت، كل ما الطفل هيتحفّز يستفزك أكتر.
2- اسمعه بتركيز: ممكن يكون مستفز عشان زهقان أو مضغوط، فاسمعه كويس وافهم هو بيحاول يقولك إيه.
3- ادّيه اهتمامك: أوقات بيستفزك بس عشان ياخد انتباهك؛ فادّيه وقت تلعب معاه وتحتويه، هيفرق كتير.
4- حوّل طاقته: لما يبدأ يستفزك، خد خطوة وبدّل النشاط بحاجة مفيدة زي التلوين، اللعب، أو حتى قراءة قصة.
5- حط حدود واضحة: لازم يعرف إيه اللي ينفع وإيه اللي لأ، وخليك ثابت في رد فعلك لما يتخطى الحدود دي.
6- شجّعه لما يتصرف صح: كل مرة يتصرف من غير استفزاز، شجّعه واثني عليه؛ عشان يعرف إن السلوك الكويس بيتكافأ.
7- كون أنت القدوة: هو بيتعلم منك، فلو شافك بتتعامل بهدوء واحترام، هيبدأ يقلدك.
ولو حاسس إنك مش قادر تتصرف، وقتها مفيش مشكلة تستعين بأخصائي تربية يساعدك تفهم أكتر طريقة علاج الطفل المستفز.
اتعرف على: أكتر من 10 نصائح مجربة لتعديل سلوك الطفل العنيد والعصبي.
قواعد أساسية لتجنب ظهور السلوك الاستفزازي عند الأطفال
في رحلة تربية طفلك فيه قواعد أساسية لازم تمشي عليها بحزم مع طفلك وبقدر الإمكان لتجنب أي سلوك سيء إنه يزيد عنده، ودي أهم القواعد لتجنب ظهور الطفل المستفز في بيتك:
1. وضّح لطفلك القواعد من البداية
من أهم خطوات التربية إنك تحط قواعد واضحة في البيت. الطفل محتاج يعرف إيه المسموح وإيه المرفوض، وكمان لازم تكون العواقب مفهومة قبل ما يغلط. كل ما كانت القواعد ثابتة وواضحة، كل ما قلّ التوتر وزادت الطاعة.
2. علّم بدل ما تزعق
بدل ما تهاجم الطفل أو تعلي صوتك، حاول توجّهه بهدوء وتشرح له ليه التصرف اللي عمله مش صح. الطفل بيستجيب أكتر لما يحس إنك فاهمه ومهتم بيه مش بس بتحكم عليه.
3. استخدم التأديب الإيجابي
الضرب والصوت العالي ممكن يسببوا مشاكل نفسية للطفل زي الاكتئاب أو كره المدرسة. الأحسن إنك تستخدم أساليب تشجيع زي المكافآت البسيطة أو قضاء وقت لطيف معاه، علشان تربطه بين السلوك الكويس والحب والدعم.
4. اتعامل مع نوبات غضب الطفل بهدوء
لما يبدأ الطفل المستفز نوبة غضب، مهم جدًا ما نرضخش لطلباته وقتها، علشان ما يتعلمش إن دي وسيلة للضغط. رد فعلك الهادي بيكون رسالة واضحة إن السلوك دا مش هيوصل لحاجة.
كمان مهم تعليمه إزاي يعبر عن نفسه بطريقة مقبولة، ودا هييجي مع التوجيه والمكافآت اللي بتعزز السلوك الإيجابي.
5. سيطر على مشاعرك الأول قبل ما تسيطر عليه
التعامل مع الطفل المستفز بيحتاج نَفَس طويل، لأن الانفعال بيزود الموقف أكتر. جرب تخفف الضغط عن نفسك بطرق بسيطة زي الراحة أو المشي أو حتى التأمل، لأن هدوئك الداخلي هو اللي بيساعدك تكون قدوة في ضبط المشاعر
6. وفر لطفلك جو عائلي مريح وآمن
تبعاََ لدراسة اتنشرت على موقع ScienceDirect فإن أغلب مشاكل الأطفال السلوكية بيكون نتيجة لتوتر الوالدين وعدم الاهتمام بيهم.
الطفل المستفز ممكن يكون محتاج اهتمام أو طريقة تانية للتعبير. حاول تبني بيئة إيجابية في البيت، واتكلم معاه من غير أحكام. لما يحس بالأمان وسط أهله، هتقل تصرفاته المزعجة، وهيبدأ يتكلم بدل ما يستفز.
7. خليك فاكر هدفك مش ترد الفعل لكن تغيّر السلوك
تبعاََ لدراسة اتنشرت على موقع NIH كانت بتقيس مدى تأثير السلوكيات الأبوية في تقليل وتضخيم الاستجابات عند الأطفال وارتفاع مستوى الكورتيزول عند الأطفال، ووجدوا إن الطفل بيكون استجابة لرد فعل الأبوين فكل ما كان أهدى كان رد الطفل أهدى وأقل عدوانية.
لما ابنك يكون عنيد أو بيستفزك، حاول تفصل بين شخصه وسلوكه. مش لازم تقول عليه مشاغب، لكن اشتغل على تغيير التصرف نفسه. خليك ثابت وافتكر إن التغيير بياخد وقت لكن نتيجته تستاهل الصبر.
8. استخدم التعزيز بذكاء
التعامل مع الطفل المستفز محتاج مزيج من التشجيع والعواقب. كافئ السلوك الجيد بالكلام الحلو أو بحاجات بسيطة يحبها، وساعات ممكن تسحب منه امتياز لو زوّدها، بس من غير عنف أو إهانة. الهدف إنك تعدل سلوكه بشكل محترم.
9. بلاش تستخدم التهديد كوسيلة للتربية
تبعاََ لدراسة اتنشرت على موقع Springer اتنفذت على 1196 لمعرفة تأثير مشاهدة العنف واستفزاز الأقران وأسلوب التربية العنيف على سلوك الأطفال السلبي، ووجدوا إن أكترها تأثير كان أسلوب التربية العنيف.
عشان كدا الأسلوب اللي بيعتمد على التهديد بيجيب نتيجة عكسية مع الوقت. الطفل العنيد أو الطفل المستفز ممكن يطيعك في اللحظة، لكن دا مش معناه إنه اقتنع أو هيستمر. كمان مهم تختار مدرسة مناسبة يكون فيها معلمين فاهمين نفسية الطفل وبيعرفوا يحتووه.
10. جرّب استراتيجيات زي “الوقت المستقطع”
الأسلوب دا مفيد في تهدئة الطفل المستفز وقت الغضب. ببساطة؛ خليه يقعد شوية لوحده لحد ما يهدأ، وإنت كمان خد وقتك.
دي وسيلة بسيطة لكن فعالة تساعده يفكر في اللي حصل وتقلل من التصرفات السلبية.
11. دوّر على السبب الحقيقي
قبل ما تزعل من تصرفات طفلك المستفز، اسأل نفسك: هو ليه بيتصرف كدا؟ أوقات بيكون الطفل مجرد مرآة لتصرفاتنا. يمكن شايف خلافاتنا، أو سامع نبرة غضب، أو عايش توتر بيأثر عليه. ولو عرفنا السبب، نقدر نبدأ في علاج الطفل المستفز بشكل أهدى وأكتر وعي.
إزاي نتعامل مع التصرفات المستفزة من المراهق؟
بعد ما تكلمنا عن التعامل الصحيح مع الطفل المستفز، هنشوف إيه الطريقة الصحيحة للتعامل مع السلوك الاستفزازي من المراهقين.
1- ماتخدش الأمور بشكل شخصي
أهم حاجة ما تاخدش الكلام أو التصرفات بشكل شخصي، حتى لو كانت مستفزة. بدل ما تتعصب، خليك واضح وقوله إن الأسلوب دا مش مقبول، وخلّي بينك وبينه مسافة لحد ما يهدى.
2- حدد عواقب سلوكية
المراهق بيعدي بمرحلة كلها تغييرات نفسية، وعاطفية، وجسدية، ودا بيخليه مش دايمًا متزن. عشان كدا لازم من الأول يبقى فيه حدود وقواعد واضحة. ولو حاول يتجاوزها أو يعترض، ما تردش بعصبية بس خليك ثابت على موقفك.
وخليك فاهم إن سلوكه كله نابع من شعوره إنه مستقل وعنده خصوصية فممكن يحاول يستفزك ويقل أدبه عشان يفهمك إنه كبير ومش محتاجك في حاجة، وفي الظروف دي الأفضل متتفاعلش مع تصرفاته المستفزة، واتكلم معاه بعدين ونفذ العواقب اللي محددها بثبات.
3- اتجنب تدخل معاه في نقاشات من غير فايدة
بلاش تدخل في نقاشات معاه مالهاش لازمة، لأنها غالبًا مش هتوصل لحل وهتخلي الدنيا أسوأ. ولو حصل خلاف، حاول تهدى وتتكلّم بهدوء، ولو الموضوع زاد؛ خليه لوقت تاني تكونوا فيه أهدى.
في النهاية، التعامل مع الطفل المستفز محتاج صبر ووعي مش عصبية أو تهديد. الطفل في المرحلة دي بيكون لسه بيتعلم يعبر عن نفسه، وبيجرب حدود اللي حواليه. علشان كدا مهم نوفر له قواعد واضحة، ونكون قدوة بتصرفاتنا، ونحتويه بأساليب هادية وفعّالة زي الوقت المستقطع أو المشاركة في القرارات.
لو فهمنا السبب الحقيقي ورا تصرفاته، نقدر نبدأ نوجّه سلوكه ونخفف من العناد والاستفزاز خطوة بخطوة.
وافتكر إن التربية رحلة طويلة، لكن كل مجهود فيها بيصنع فرق كبير في شخصية أطفالنا.
المصادر
10 Helpful Tips for Parents: How to Handle Naughty Kids with Ease.
How to Handle a Difficult Child: 6 Helpful Tips for Parents.
أضف تعليق