بعض الأمهات الجدد بيدوروا على طرق التعامل مع الطفل العصبي في عمر سنتين، ودا لإن الأطفال في المرحلة دي بتتمتع بصفات تدل على نموهم، واستقلالهم عن الوالدين، زي رغبة الطفل في التعبير عن نفسه، وعن مشاعره المختلفة، وزيادة نشاطه الاستكشافي، ورغبته في الاعتماد على نفسه في أغلب تصرفاته.
كمان بيتطور ذكاء الطفل بشكل كبير، وبيتمتع بخيال واسع، وبيقدر يقارن ويميز بين حاجات كتير مختلفة عن بعضها.
لكن بجانب كل السلوكيات الإيجابية اللي ذكرناها دي، بتبدأ تظهر بعض السلوكيات السلبية، واللي من أبرزها: العصبية، ونوبات الغضب، واللي ممكن تستمر مع الطفل لعمر 4-5 سنوات.
فمن هنا بتبدأ رحلة الأم في البحث عن كيفية التعامل مع الطفل العصبي في عمر سنتين، والسيطرة على نوبات الغضب. ودا اللي هنتكلم عنه باستفاضة في المقال دا، وهنذكر أسباب العصبية دي، وكيفية التغلب عليها.
علامات العصبية عند الأطفال في عمر سنتين
قبل ما تدوري على كيفية التعامل مع الطفل العصبي في عمر سنتين، فلازم تفهمي الأول طبيعة المرحلة دي، لإن الطفل فيها بيعاني من اضطراب انفعالي، وتذبذب في الشخصية، وبيحتاج لمعاملة خاصة، تُظهري له فيها الحب والتعاطف.
ومن أبرز أعراض العصبية اللي بتظهر عند الطفل في السن دا:
- نوبات الغضب
- التشبث الزائد
- الضرب أو العض
- رفض التعليمات
- الانفعال المفرط
- البكاء المستمر
- رفض الطعام
- العناد
عشان كدا لو لاحظتي جزء من الأعراض دي على طفلك، يبقى اعرفي إنه بيعاني من العصبية، وخلينا نشوف إزاي دا ممكن يأثر على نموه.
تأثير العصبية ونوبات الغضب على نمو الطفل
العصبية صفة مشهورة عند الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة، وممكن تزيد حدتها عند بعض الأطفال وتوصل لحاجة بنسميها نوبات الغضب، ومن الحاجات اللي مهم تعرفيها بخصوص كيفية التعامل مع الطفل العصبي في عمر سنتين، هي إن العصبية، ونوبات الغضب دي ممكن يستمر تأثيرها على طفلك لبعد السنتين.
لإن الأبحاث أظهرت إن 87% من الأطفال في عمر سنتين بيعانوا من نوبات الغضب بانتظام، في حين إن 91% منهم بتستمر معاه نوبات الغضب لسن الـ 3 سنين، وإن أكتر من 20% من الأطفال الصغار بتحصل لهم نوبات غضب كل يوم.
العصبية ونوبات الغضب دي من السلوكيات اللي بيمارسها الطفل عشان يعبر عن حالته النفسية، لكن لو استمرت معاه لفترات طويلة أبعد من الـ 6 سنين، فممكن تتحول لسلوك سيء يضره، ويضر صحته، ويأثر على أعضاء جسمه، وعلى علاقاته مع الآخرين.
عشان كدا بننصحك باستشارة طبيب نفسي في حالة استمرار نوبات الغضب مع الطفل لبعد الـ 6 سنوات، أو تكرارها 3 مرات أسبوعيًا أو أكتر!
أسباب عصبية الطفل في عمر سنتين
آخر حاجة مهم تعرفيها قبل ما نتكلم عن كيفية التعامل مع الطفل العصبي في عمر سنتين هي إنه في المرحلة دي ممكن يتعصب لأتفه الأسباب، ونقدر نقسمها إلى 3 أنواع:
1- أسباب مرضية
طفلك ممكن يُصاب ببعض الأمراض اللي تزود من عصبيته، زي:
- تأخر النطق، ودا بيزود من عصبيته بسبب إحساسه بعدم القدرة على التعبير عن مشاعره.
- زيادة نشاط الغدة الدرقية، ودي ممكن تسبب توتر، وعصبية، واضطرابات في النوم.
- التهاب اللوزتين، وأمراض الحلق.
- نقص الحديد في الدم.
- إصابة الطفل بالتوحد.
- التهابات مجرى البول.
- الإمساك.
2- أسباب تربوية
مش كل الآباء والأمهات بيتبعوا الطريقة الصح في التعامل مع الطفل العصبي في عمر سنتين، وبالتالي ممكن يكون السبب الرئيسي في المشكلة جاي من الوالدين نفسهم، واللي منها:
- عصبية أحد الوالدين، والطفل بيبدأ يكتسب السلوك دا منه، ويفتكر إنه طريقة التعبير السليمة.
- التدليل الزائد للطفل، اللي بيحوله لشخصية أنانية وعدوانية، ويتعصب لأتفه الأسباب.
- السماح للطفل بالإفراط في استخدام الهواتف الذكية.
- التسلط والتحكم الشديد من الوالدين، وكبت مشاعره.
- مقارنة الطفل بغيره من الصحاب والأقارب.
اقرأي أيضًا: أبرز الأخطاء الشائعة في تربية الأطفال وكيفية تجنبها.
3- أسباب نفسية
آخر نوع من الأسباب هو الأسباب النفسية، واللي منها:
- تعرض الطفل للاضطهاد والتنمر من صحابه، أو إخواته اللي أكبر منه.
- عدم إحساس الطفل بالحب من اللي حواليه.
كيفية التعامل مع الطفل العصبي في عمر سنتين
عصبية الطفل في المرحلة دي محتاجة تعامل خاص، عشان يقدر يتخطى المرحلة دي بسلام، ومتأثرش عليه بالسلب. ولازم الأبوين يتجنبوا التعامل مع الطفل العصبي بعصبية زيها، عشان المشكلة ما تكبرش. ومن الحاجات اللي ممكن تعمليها أثناء التعامل مع الطفل العصبي في عمر سنتين لتقليل السلوك دا:
1- المحافظة على روتين يومي لطفلك
الحفاظ على روتين اليوم للطفل في عمر السنتين بيوفر له الشعور بالأمان والاستقرار، وبالتالي لما يكون عند الطفل جدول يومي ثابت دا هيقلل عنده الشعور بالقلق والعصبية.
عشان كدا لازم يكون في وقت ثابت قدر الإمكان للنوم، والصحيان، والأنشطة المختلفة. كمان ضروري نتأكد إن الطفل بيحصل على قسط كافي من النوم، لإن قلة النوم بتزود من العصبية والانفعالات.
2- التواصل الفعّال مع الطفل
احرصي إنك تتكلمي مع طفلك بصوت هادئ ومطمئن حتى أثناء نوبات الغضب، لإن الأطفال بيستجيبوا بشكل أفضل للأصوات الهادية.
كمان شجعيه على استخدام الكلمات للتعبير عن مشاعره، مثل “أنا غضبان” أو “أنا حزين”، ورغم إن الطفل ممكن ما يبقاش قادر على التعبير بشكل كامل في السن دا، إلا إن تعليمه العبارات البسيطة دي ممكن يقلل من السلوكيات العدوانية الناتجة عن عدم قدرته على التعبير عن المشاعر.
احرصي كمان إنك تكوني قريبة من طفلك، لإن الدراسات أثبتت وجود علاقة إيجابية بين قرب الأطفال من الوالدين، وتطور السلوكيات الاجتماعية الإيجابية زي: اللطف، والمساعدة أثناء نموهم.
وبالتالي فالعلاقات القوية بين الوالدين والطفل ممكن تساهم بشكل كبير في التطور الاجتماعي والعاطفي للأطفال، ودا تبعًا للي نشرته جامعة كامبريدج.
3- تقديم الخيارات
تقديم الخيارات للطفل بيخليه يحس بالسيطرة، وبيساعد في تقليل التوتر، فمثلًا بدل ما تدي أوامر مباشرة، قدمي له خيارات بسيطة زي “حابب تلبس التيشرت الأحمر ولا الأزرق؟” أو “تاكل تفاحة ولا موزة؟”.
النهج دا هيساعد الطفل يحس بإنه قادر يتحكم في بعض الحاجات اللي حواليه، وبالتالي ممكن يكون خطوة كويسة للتقليل من العصبية.
4- تعزيز السلوك الإيجابي
تعزيز السلوك الإيجابي هو واحد من أبرز الاستراتيجيات الفعّالة اللي لازم نذكرها لما نتكلم عن كيفية التعامل مع الطفل العصبي في عمر سنتين.
ونقصد هنا إنك مهم تقدمي المدح والثناء لما طفلك يتصرف بطريقة كويسة، لإن دا بيحفزه، تبعًا للي اتذكر على Research Gate، فاستخدمي معاه عبارات زي “برافو، أنت اتصرفت صح” أو “أنا فخورة بيك لإنك كنت هادي في الموقف الفلاني”.
كمان في بعض الأحيان بيكون من الأفضل تجاهل السلوكيات السلبية البسيطة، عشان الطفل ما يديهاش اهتمام أكبر، وفي نفس الوقت نركز على السلوكيات الإيجابية.
5- تعليم مهارات التهدئة
علمي طفلك تقنيات بسيطة للاسترخاء، زي التنفس العميق مثلًا، فممكن تقوليله له “خد نفس عميق وخرجه ببطء”.
كمان ممكن تخصصي زاوية هادية في البيت يقعد فيها لما يحس إنه متعصب عشان يهدأ، وممكن تحطي في الزاوية دي بعض الألعاب المفضلة ليه.
6- تجنب المواقف المسببة للتوتر
حاولي تتجنبي المواقف اللي أنتي عارفة إنها بتسبب توتر للطفل، فمثلًا لو بينزعج في الأماكن المزدحمة، حاولي تقللي زياراتها، أو زوريها في أوقات مفيهاش زحمة أوي.
وحاولي كمان تدي للطفل نبذة قبل ما يبدأ نشاط معين، زي: “إحنا هنتغدي كمان 5 دقائق”، عشان تساعديه يستعد نفسيًا قبل النشاط عمومًا.
7- طلب المساعدة عند الحاجة
لو عصبية الطفل كانت شديدة، وبتأثر على حياته اليومية أو حياتك، فضروري تستشيري حد متخصص في سلوك الأطفال، عشان يساعدك بنصايح وخطط مخصصة للتعامل مع العصبية وتقليلها.
فبلاش تترددي في طلب المساعدة لو حسيتي إن الموضوع محتاج دا.
اتعرّفي على: أبرز مشكلات الأطفال السلوكية
كيفية التعامل مع الطفل العصبي في عمر سنتين أثناء نوبة الغضب
عشان تسيطري على طفلك أثناء نوبات الغضب المتكررة، وتحتويها من غير ما المشكلة تزيد، فممكن تتبعي النصائح دي:
1- احرصي على أمان الطفل أولًا
اتأكدي إن طفلك بعيد عن أي حاجة ممكن تأذيه، أو يأذي اللي حواليه بيها، لأن نوبة الغضب ممكن تخليه يضرب، أو يرمي أي حاجة حواليه.
2- اسمحي لطفلك بالغضب
تجاهلي سلوك طفلك الغاضب، وسيبي نوبة الغضب تاخذ مجراها، وما تكبتيش تعبيره، حتى لو كنتم بره البيت، ما تحسيش بالإحراج من دا، وتأكدي إن طفلك آمن، وخليه يعبر عن نفسه بحرية.
3- احضنيه
احتضان طفلك بيعد أحد أهم احتياجاته النفسية الأساسية في المرحلة دي، لإن احتضانك له أثناء نوبة غضبه، هيخفف من شدة الغضب ويخليه يهدأ.
4- ما تستسلميش لنوبة الغضب
حاولي تتعودي إنك ما تعمليش لطفلك الحاجة اللي بيطلبها من أول مرة، لإنه هيتعود على كدا. حاولي في البداية تتجاهليه، وراقبي تصرفاته من غير ما يحس بيكي.
5- شتتي انتباه طفلك
حاولي تشتتي انتباهه باقتراح حاجات ممكن تعملوها سوا، أو تلفتي انتباهه لحاجة تانية من غير ما تتكلمي معاه عن غضبه بطريقة مباشرة. الأطفال سهل تشتيت انتباههم. ودا هيساعده في التخلص من نوبة الغضب بشكل أسرع.
6- اتواصلي معاه
ممكن تتكلمي مع طفلك بنبرة هادية، ووضحي له إنك متفهمه مشاعره، وخلي دا يحصل أثناء تواصلك معاه بصريًا، لإن النوع دا من التواصل هيأثر فيه بشكل أكبر، ويوصل له شعورك تجاهه.
نصائح لمساعدة الطفل في السيطرة على غضبه
في كيفية التعامل مع الطفل العصبي في عمر سنتين، والسيطرة على نوبات الغضب، مهم جدًا تساعدي طفلك إنه يسيطر على غضبه، ويعتمد على نفسه ولو بشكل بسيط، ومع الوقت هيبدأ يتحكم في انفعالاته، وممكن تتبعي النصائح دي لمساعدته:
- اسأليه عن الطريقة اللي بيحبك تعامليه بيها لما يتعصب، وحاولي تطبقي دا مع كل نوبة غضب.
- ما تاخديش سلوكه في المرحلة دي بشكل شخصي، واتعاملي معاه بهدوء.
- قللي من استخدام كلمة “لأ” في كلامك معاه.
- شجعي طفلك، وامدحيه باستمرار.
متى ألجأ لمعالج نفسي؟
بعد معرفتك بـ كيفية التعامل مع الطفل العصبي في عمر سنتين وطريقة السيطرة على نوبات الغضب، ممكن تلاقي إن النوبات دي لسه مستمرة أو بتزيد. وبالتالي في الوقت دا هتحتاجي تستشيري طبيب متخصص في الحالات دي عشان يساعدكم.
وعشان كدا دي بعض الأعراض اللي لو ظهرت على طفلك؛ يبقى محتاجة تستشيري معالج نفسي:
- لو كنتي موفره لطفلك جو هادي ويومه منظم، ومع ذلك بتحصل نوبات غضب من اللاشيء.
- لو مفيش أي طريقة من طرق التهدئة بتنفع مع طفلك أو بتجيب نتيجة.
- لو كانت نوبة الغضب عند طفلك بتستمر لفترة زمنية طويلة.
- لو كان بيأذي نفسه أو اللي حواليه بشكل مبالغ فيه.
- لو طفلك بيتشنج أثناء نومه، وبيحلم بكوابيس.
- لو تكررت نوبات الغضب في اليوم أكتر من مرة.
- لو طفلك بيصاب بالصداع، أو القلق باستمرار.
حاولي تطبقي الخطوات اللي ذكرناها في كيفية التعامل مع الطفل العصبي في عمر سنتين والسيطرة على نوبات الغضب. واعرفي إن عشان طفلك يغير من سلوكه، دا محتاج وقت ومجهود كبير من الأسرة كاملة.
اقرئي كمان: كيفية التعامل مع الطفل المريض نفسيًا.
الخلاصة
مهم تعرفي إن طبيعي الطفل يمر بحالات مزاجية مختلفة أثناء نموه في المراحل العمرية المختلفة، وإن الطفل العصبي هو طفل طبيعي، كل ما في الأمر إن العصبية، ونوبات الغضب دي أحيانًا بتكون أحد الطرق اللي بيعبر بيها عن نفسه، وعن حالته المزاجية السيئة.
لكن لو الموضوع زاد عن حده، وكل طرق التعامل مع الطفل العصبي في عمر سنتين اللي اتكلمنا عنها دي منفعتش، يبقى هنا تبدأي تطلبي مساعدة من الأخصائيين المؤهلين للتعامل معاه، عشان يعالجوه بطريقة علمية صحيحة.
وكل ما طلبتي المساعدة من المتخصصين بدري، كل ما دا بيساهم في تحسين إدارة الغضب، والعصبية اللي عنده بشكل أفضل وأسرع.
أضف تعليق