الجديد في علاج التوحد: تعرف على 7 دراسات حديثة

الجديد في علاج التوحد

يُصاب طفل من كل 100 باضطرابات طيف التوحد، وهي مجموعة اضطرابات ليها علاقة بنمو الدماغ، وبيعاني المُصاب بيها من عدم القدرة على التواصل الاجتماعي واختلاف السلوك العام، ودا بيُمثل تحدي كبير للأشخاص المصابين لممارسة حياتهم بشكل طبيعي.

ومن الممكن عن طريق التدخلات النفسية والاجتماعية والتشخيص المبكر تحسين السلوك الاجتماعي للأشخاص دي، في حين إن جزء كبير بيكون في حاجة للرعاية مدى الحياة.

ودا بيسبب قلق كبير لأهالي الأطفال المُصابة بالتوحد لعدم قدرتهم على ممارسة حياتهم بشكل مستقل، وفي تساؤل دائم عن الجديد في علاج التوحد>

وللإجابة عن تساؤلات الأهالي هنقدم في المقال كيفية التشخيص لاضطراب طيف التوحد وأهم الدراسات الحديثة المتعلقة بالموضوع دا.

كيفية تشخيص اضطراب طيف التوحد

قبل ما نتعرف على الجديد في علاج التوحد لازم نعرف إن المصابين باضطراب طيف التوحد بيعانوا من أعراض كتيرة ومختلفة.

من أشهرها: صعوبة في التواصل والتفاعل مع الآخرين، وبتكون اهتماماتهم مقيدة ومحصورة، وبيميلوا لتكرار أنماط سلوكية معينة، وبتقتصر أنشطتهم على نشاط واحد أو اتنين، بجانب الاحتفاظ بروتين معين.

مفيش أسباب محددة للإصابة باضطراب طيف التوحد، ولكن كان في بعض المسببات اللي ذُكرت في الأبحاث واتكررت في كتير من الحالات، وهي:

  • وجود فرد مُصاب من أقارب الطفل بيزيد من خطر الإصابة.
  • كبر عمر الوالدين بيزود نسبة إصابة الطفل.
  • فرصة إصابة الأولاد أكبر من البنات.

ورغم إن دي كانت مسببات متكررة في الأبحاث، إلا إن مفيش اختبارات أو تحاليل قدروا العلماء يستعينوا بيها في تشخيص الاضطراب دا، وبالتالي في مرحلة تشخيص الإصابة بندور على إشارات اضطراب طيف التوحد الخاصة بالسلوك والتفاعل الاجتماعي.

ويعد تشخيص اضطراب طيف التوحد عملية صعبة جداً، وفي بعض الأوقات بتستغرق وقت كبير لتشخيصها، ولكن توصل العلماء لدليل للتشخيص اسمه “الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية” أو  “DMS”.

وصدرت أخر نسخة منه وهي الطبعة الخامسة DMS -5  واللي تضمنت بعض التغييرات الخاصة باضطراب طيف التوحد عن النسخة اللي قبلها -النسخة DMS 4- واللي كانت بتشمل عدد من اضطرابات طيف التوحد، وهي: 

  • اضطراب التوحد
  • آسبرجر
  • الاضطرابات النمائية الشاملة
  • اضطراب الطفولة التحليلية

واللي كلها اندمجت تحت اضطراب طيف التوحد في النسخة الخامسة، لإن الأطفال اللي بيعانوا من الاضطرابات دي بيصنفوا كلهم ضمن طيف واحد، والهدف من الدمج هو عملية تشخيص أكتر دقة.

وبتنقسم المعايير الحالية في تشخيص اضطراب طيف التوحد إلى فئتين رئيستين، وهما:

المعايير الحالية في تشخيص اضطراب طيف التوحد

الفئة الأولى: اضطراب السلوك الاجتماعي للطفل

تتضمن كل ما له علاقة بسلوكه الاجتماعي وتفاعله مع الغير، زي:

  • ضعف القدرة على التواصل غير اللفظي، وبنلاقي إن الطفل بيجد صعوبة في التفاعل عن طريق نظرات العين، أو تعبيرات الوجه، والإيماءات باليد مثلًا واستجابته ليهم ضعيفة تمامًا.
  • ضعف القدرة على تطوير العلاقات الاجتماعية، وبيميل المصاب لصداقة أشخاص أكبر أو أصغر منه سنًا لكن مش بيحب يصاحب اللي في سنه. 
  • ضعف القدرة على التواصل والتفاعل الاجتماعي، ودا يعني خلل في عملية تطور مهارات الطفل الاجتماعية.

الفئة التانية: اضطراب سلوك الطفل واستجابته المختلفة للمؤثرات

تتضمن كل ما له علاقة بسلوكياته ونشاطه، زي:

  • الاستجابة للمؤثرات زي الأصوات والأضواء واللمس أكتر أو أقل من المتوقع.
  • عدم القابلية للتغير، والميل للروتين والطقوس.
  • الاهتمامات محصورة في نشاط واحد أو 2.
  • تكرار بعض السلوكيات بشكل مستمر.

الـ DMS وضع شروط للتشخيص، وهي:

  1. ظهور الأنماط السلوكية اللي ذكرناها سابقاً في مرحلة الطفولة المبكرة. 
  2. تأثير الأنماط السلوكية دي على حياة الطفل اليومية.

وتعتمد معرفة السلوكيات دي على الوالدين للإجابة على تساؤلات الطبيب على حسب عمر الطفل، فإذا كان الطفل صغير، وسنه من 6 شهور لسنتين فبتكون الأسئلة:

  • هل التواصل البصري عنده كويس تجاه الأم والأب؟
  • هل بيعرض ألعابه وبيشارككم في اللعب؟
  • هل الطفل بيبتسم لما تلعب معاه؟

وفي حالة إن سن الطفل أكبر من كدا فبتكون الأسئلة عن قدرة الطفل على تكوين صداقات، زي مثلًا:

  • هل بيميل لتنظيم ألعابه وبيتضايق لو اتغير مكانها؟
  • هل بينزعج من الأصوات والأضواء واللمس؟
  • إزاي الطفل بيتعامل مع الآخرين؟
  • هل بيميل لتكرار عادات معينة؟

وفي جزء أخير لتشخيص اضطراب طيف التوحد، وهو استبعاد الاضطرابات الأخرى زي التخلف العقلي، وفي كتير من الأحيان بيصاب الطفل بالتخلف العقلي والتوحد، وعشان كدا بيتوجب على الوالدين مراقبة سلوك الطفل وعاداته ودرجة تفاعله، عشان يتشخص بسرعة.

اقرأ أيضًا: هل طفل التوحد يحب الخروج؟  

صعوبة علاج التوحد

لحد دلوقتي مفيش علاج كامل لكل أعراض التوحد، وبتكمُن صعوبة علاج التوحد في إن مفيش طريقة علاج مناسبة لكل الأعمار، ومع كدا في مجموعة طرق مختلفة نقدر نركز عليها ليها علاقة بالجديد في علاج التوحد وبتسهم بشكل كبير في تقليل الأعراض وتحسين السلوك الاجتماعي ومهارات التواصل للأطفال.

وبتشمل طرق العلاج دي:

  • علاج يعتمد على احتياج الطفل، زي: علاج النطق لتحسين مهارة التواصل، والعلاج الطبيعي لتحسين الحركة، والعلاج المهني لتعليم الأنشطة الحياتية اليومية.
  • العلاج الدوائي، مفيش دواء قادر يحسن جميع أعراض اضطراب طيف التوحد، ولكن في أدوية تساعد في السيطرة على أعراض المرض.
  • العلاج الأسري، بيعتمد على تعلم الوالدين كيفية اللعب والتفاعل مع أطفالهم لاكتساب مهارات الحياة اليومية.
  • العلاج السلوكي والاتصالي للتقليل من الصعوبات الاجتماعية واللغوية والسلوكية.
  • العلاج التربوي، بيعتمد على التركيز مع الأطفال في سن مبكر باستشارة المختصين.

فممكن يتوصف أدوية بتعالج أمراض تانية لتقليل عرض معين عند الطفل زي زيادة القلق وفرط الحركة، لكن أحيانًا بيعاني مصابو التوحد من آثار جانبية للأدوية دي، ودا استدعى البحث عن طرق جديدة لتقليل معاناة المصابين وتحسين جودة حياتهم.

اتعرف على: الفرق بين التوحد وسمات التوحد.

الجديد في علاج التوحد: مراجعة للدراسات الحديثةَ

دراسات في علاج التوحد

من أبرز الدراسات الشائعة في لعلاجات التوحد حديثاً:

الدراسة الأولى: إعادة تنشيط جين FOXP1 

نشرت دراسة في مجلة Science Advances استخدام العلاج الجيني لاستعادة جين FOXP1 في الفئران البالغة واللي اتحذف منهم قبل الولادة.

ووجدوا الباحثين إن إعادة تنشيط الجين دا أعاد نشاط جينات تانية كمان صححت بدورها بعض السلوكيات غير الطبيعية لمرضى التوحد.

والدراسة دي أكدت إن العلاج الجيني ممكن يكون فعال في حالات كتير مختلفة، لإنه بيغير  مسارات الدماغ في مراحل تطورية، وبالتالي بيحسن من أعراض كتير للمرض.

الدراسة الثانية: لقاح جيني من خلال الحقن بـفيروس بحتوي على MEF2C

طور علماء صينيون لقاح جديد عن طريق حقن الفئران بأداة تحرير جينية أدت لتغيير طفرة معينة في الحمض النووي المرتبط بأعراض مرض التوحد.

وبيشارك الجين دا في النمو العصبي سواء في مرحلة الطفولة أو الرحم بشكل كبير، ودا لإنه بيبرمج وظائف في بعض مناطق الدماغ متخصصة في التعلم والذاكرة وموجودة في القشرة الأمامية والحصين، ووجدوا إن الطفرة في الجين دا أدت لإصابة أطفال كتير بالتوحد.

وبناءً عليه حقنوا فئران مصابة بالتوحد بجرعة جينية صحيحة منه في فيروس واللي بينتقل الجزء النشط منه لحاجز الدم في الدماغ.

ونتيجة التجربة هي نجاح العلاج دا في استعادة مستويات البروتين لـ MEF2C في مناطق كتير في الدماغ، وبالتالي عكس تشوهات سلوكية كتير عند الفئران.

الدراسة الثالثة: إعادة تشغيل جين MYT1L

ترتبط الاضطرابات السلوكية لمرضى التوحد بعدد كبير من التغيرات الجينية، واكتشف العلماء سبب جزيئي تاني، وهو عامل النسخ الطبيعي اللي ييحمي الهوية الجزيئية للخلايا العصبية “MYT1L” اللي نقصه أو تشوهه بيسبب مشكلة.

وفي حالة وقف تشغيل MYT1L وراثيًا أو نقصه في الخلايا العصبية للبشر والفئران بيؤدي لفرط النشاط الكهربي في الخلايا العصبية، وبتعاني الفئران في الحالة دي من تشوهات في الدماغ والسلوك نتيجة لدا.

ونتيجة لدا استخدموا مواد زي لاموتريجين عشان تعيد تشغيل الجين، وبناءً عليه عاد النشاط الكهربي عند الفئران وقلت سلوكياتهم المتكررة وقل فرط الحركة.

الجديد في علاج التوجد في السنوات الأخيرة كله بيدور على العلاج الحيني ومدى أهميته لمعالجة مصابي التوحد، ودا باستخدام تقنيات متطورة زي تعديل الجينات بدقة، وتحديد الاختلافات الجينية المحددة لمرض التوحد.

واللي بدوره وجد الفرصة لخروج أدوية بتعمل تغيرات جينية واضحة لتقليل الأعراض السلوكية المصاحبة للتوحد زي مادة “نيرسيفيماب” اللي بيحسن التواصل الاجتماعي والقدرات المعرفية للمريض وبيحد  من السلوكيات المتكررة.

ودلوقتي هنعرض لكم دراسات لجزيئات بتساهم في تقليل الأعراض كمان.

الدراسة الرابعة: استخدام أيون البرومايد

نشرت مجلة فرنسية وجود عقار جديد من الممكن إنه يحسن من حياة المصابين بالتوحد، والدراسة اختبرت الجديد في علاج التوحد على الفئران ولاقيت إنه بيخفف من علامات الحالة، ولكن أوضحت إن النتايج مبكرة، ولسه ما تجربتش على بشر، ولكن كانت نتايجها جيدة بشكل ملحوظ.

نتائج الدراسة اتنشرت في المجلة  العلمية Neuropsychopharmacology بالجديد في علاج التوحد باستخدام أيون البرومايد اللي تم تجربته على 3 نماذج مختلفة من الفئران المصابة بالتوحد من جميع أنحاء الطيف على مدى فترة زمنية طويلة.

ووجدوا تحسن في الفئران اللي عندها مشكلات في النمو العصبي من النوع التوحدي، ودا أدى لانخفاض السلوك النمطي للحيوانات، ودا من أكتر المشاكل تأثيراً على حياة المصابين، وإنه هيتم اختباره على البشر للأطفال والبالغين لوجود أمل كبير فيه.

الدراسة الخامسة: مادة اللوبراميد علاج جديد للتوحد

من ضمن الجديد في علاج التوحد بنلاقي دراسة بتقول إن الأدوية الحالية المضادة للإسهال بتعد علاج جديد لاضطراب طيف التوحد، وبالأخص مادة “اللوبيراميد”، ووجدوا إن له تأثير في علاج الأعراض الاجتماعية الموجودة في اضطراب التوحد.

ودي كانت من ضمن محاولات لإعادة استخدام الأدوية كعلاجات جديدة، وده بيرجع لاستخدام الأدوية بشكل واسع بيحدد آثارها الجانبية والجزيئات البيولوجية اللي بتتفاعل مع الجسم.

وعشان كدا أنشأ الباحثين شبكة تفاعل بروتينية تضمنت بروتينات مرتبطة بالتوحد، واللي تم تجريبتها على فئران معدلة وراثيًا، وساعد استخدام اللوبيراميد في استعادة السلوكيات الاجتماعية بشكل ملحوظ.

الدراسة السادسة: استخدام أحد مثبطات “التيروزين هيدروكسيلاز” في علاج التوحد 

أعلنت شركة أدوية Yamo Pharmaceuticals عن علاج أول مريض بطيف التوحد مرحلة-2 باستخدام واحد من مثبطات “التيروزين هيدروكسيلاز”، وهو علاج فموي أظهر فعالية مستقلة، واللي تم تقييمها باستخدام اختبارات القياس النفسي المقبولة بشكل عام.

وعلى الرغم من فترة العلاج القصيرة وعدد المرضى القليل إلا أنه أظهر فعالية لأعراض التوحد والتأثير على عدة وظائف، ومنها:

  • تحسين المزاج، والانتباه، والتهيج، والوظيفة الحركية، وعناصر تانية في الدماغ ليها علاقة بالتوحد.
  • تعديل وظائف المخ من خلال التثبيط، ودا ليه علاقة بفرط نشاط الجهاز العصبي المركزي اللي بيميز التوحد.
  • تنظيم آليات في القناة الهضمية والكبد والبنكرياس نتيجة تأثرها ببعض أشكال التوحد.

الدراسة السابعة: علاج لتحسين أعراض الجهاز الهضمي لمرضى التوحد

حصل باحثين بولاية أريزونا على براءة اختراع واكتشاف الجديد في علاج التوحد المسمى “Microbiota Transplant Therapy” أو (MTT) واللي بيعمل على تحسين أعراض الجهاز الهضمي المزمنة لمرضى التوحد.

ويعد الحصول على الموافقة لبراءة الاختراع للعلاج دا خطوة مهمة تجاه تطوير دواء معتمد من إدارة الغذاء والدواء لعلاج الأعراض الأساسية للتوحد، والبحث عن الجديد في علاج التوحد.

وأخيرًا، التحديات اللي بتواجه الأهالي اللي أطفالهم مصابة بالتوحد كبيرة، لكن بمتابعة استجابة الطفل من السن المبكر واستشارة أخصائي للتعامل معاه بيجيب نتايج وتقدم في حالته، بالإضافة لاستمرار الدراسات الحديثة عن الجديد في علاج التوحد اللي بتدي أمل كبير لوجود أدوية فعالة نساعد بيها أطفالنا.

المصادر

Microbiota therapy may lead to lasting beneficial changes in the gut health of children with autism.

Progress on the roles of MEF2C in neuropsychiatric diseases.

Unveiling the promising Autism treatment breakthrough.

 

دليل المدارس المصرية

ابحث عن المدرسة واحصل علي أدق النتائج وكافة المعلومات.

انضم إلي جروب دليل المدارس المصرية لو عندك اي استفسار

إقرأ أكثر..

  • لا توجد تعليقات بعد.
  • أضف تعليق