ظهر مصطلح التعليم الموازي في مصر سنة 2005 وتم طرح ملف خاص بيه وقتها ولكن ما أخدش حقه من الاهتمام، وسبقنا في تطبيقه دول عربية كتير، لكن بالرغم من كده رجع تاني المصطلح دا يظهر على الساحة المصرية تحت مسمى جديد وهو التعليم الموازي للأطفال، وأثار جدل كبير بين أولياء الأمور ما بين مؤيد ومعارض.
إيه هو التعليم الموازي للأطفال؟ وإزاي دا بيفيد الطفل والمنظومة التعليمية ككل؟ وممكن تقدم لطفلك إزاي؟
كل الأسئلة دي وغيرها هنجاوب عليها في المقال دا.
ما هو التعليم الموازي؟
هو عبارة عن نموذج تعليمي بديل للنموذج العادي بيعتمد على قبول الطلاب في الجامعات الحكومية بنسب أقل 1% أو 2% بحد أقصى عن مكتب التنسيق، ودا في مقابل مصاريف دراسية أعلى شوية من المصاريف اللي بيدفعها الطالب اللي حقق كل شروط مكتب التنسيق.
نظام التعليم الموازي في مصر بيتيح نفس عدد الجامعات الحكومية في التعليم التقليدي، وبيقدر الطالب ياخد نفس شهادات التعليم الحكومي العادي أو شهادات توازيها في سوق العمل، ودا بعد دراسة نفس المقررات الدراسية وبنفس طريقة التعليم.
النموذج في بدايته كان بيستهدف طلاب الجامعات الحكومية لكنه بقى متاح برضه لطلاب المدارس وبيكون من الأفضل البداية مع الطفل في سن صغير عشان يتعود على النظام التعليمي دا ويكمل بيه لحد سن الجامعة.
التعليم الموازي للأطفال
نموذج التعليم الموازي للأطفال هو نفس نموذج التعليم الموازي للجامعات بس تم تطبيقه على طلاب المدارس الحكومية وخصوصاً الطلاب في سن الطفولة، ومفيش فرق بينه وبين التعليم العادي غير في مواعيد الدراسة بس لأن النظامين بيدرسوا نفس المناهج.
الطفل في النوع دا من التعليم بيروح المدرسة يومين أو تلاتة بس في الأسبوع خلال الفترة المسائية، ودا بيوفر له وقت كبير جداً عشان يستفيد بيه، وهنا بيجي دور الأهل في إنهم يجهزوا بعض الأنشطة المفيدة للطفل واللي مش متوفرة في المدرسة زي:
- تعلُم وممارسة لغة جديدة.
- تجارب معملية بسيطة يقدروا ينفذوها في البيت.
- زيارات للأماكن الأثرية.
ومن هنا نشأت بعض المبادرات اللي بتساعد الأهالي يعرفوا أكتر عن طريقة التعليم دي وإزاي أطفالهم ممكن تستفيد منها، واللي من ضمنها مبادرة إيميز جايد.
مبادرة “التعليم الموازي للأطفال – إيميز جايد“
الشعار الأساسي للمبادرة إن “اللعب هو أساس التعليم الإبداعي”، ودا بيخلي الطفل من صغره يحب التعليم وميحسش فيه بملل وكمان يكون التعليم بالنسباله أسلوب حياة مش مجرد امتحانات عاوز يجيب فيها الدرجة النهائية وخلاص.
صاحبة المبادرة هي “إيمي أباظة” وحطت في خطتها مع أطفالها أنشطة كتير مفيدة زي زيارات المتاحف والأماكن التاريخية والطبيعية عشان يتعرّفوا على التاريخ والنباتات، كمان بتعمل لهم زيارات للمزارع عشان يشوفوا الحيوانات ويعرفوا أكتر عن طُرق تربيتها، ووضحت هنا إن ناس كتير فاكرة تكلفة الزيارات دي بتكون غالية، لكن دا اعتقاد غلط.
المبادرة بتقدم توعية كاملة للأهالي عن فوائد التعليم الموازي للأطفال وبتقدم اقتراحات كتير للأنشطة اللي ممكن تعملوها مع أطفالكم، وتقدروا تتابعوا المبادرة دي من خلال صفحتهم على فيسبوك.
إيجابيات التعليم الموازي للأطفال
قدر نموذج التعليم الموازي في مصر إنه ينال إعجاب خبراء التعليم، ودا عشان مميزاته الكتير، واللي منها:
- بيشمل نفس مناهج التعليم العادي.
- بيوفر وقت كبير عند الطفل لأنه بيروح المدرسة في الفترة المسائية يومين أو تلاتة بس في الأسبوع، ودا بيكون فرصة كويسة لممارسة الأنشطة المختلفة.
- بيساعد في التوفير المادي، لأن مصاريف الدراسة بتكون أقل بكتير من مصاريف المدارس الخاصة.
- بيمنع شعور الطفل بالملل أو الكسل لأنه مش بيدرس بنفس الطريقة التقليدية اللي بتسبب ده.
- بيساعد الطفل لما يكبر إنه يدخل الكلية اللي عاوزها بدرجات أقل من اللي كان المفروض يجيبها في نظام التعليم العادي، ودا بيديله حرية أكبر في اختيار كليته.
تطبيق النظام دا من التعليم أثبت نجاحه في دول كتير، ودا بيخلي ناس كتير تبدأ تفكر في التقديم لأبنائهم في نظام التعليم الموازي للأطفال في مصر.
سلبيات التعليم الموازي للأطفال
بعد تجربة نموذج التعليم الموازي في مصر ظهرت بعض السلبيات اللي بتخلي ولي الأمر يعيد تفكيره مرة تانية في اختيار النظام دا لأولاده، ومن أبرز السلبيات دي:
- ارتفاع تكاليف الدراسة عن نظام التعليم العادي وده أعلى من القدرات المادية لأهالي كتير دخلهم محدود.
- الاعتماد على نفس المدرسين ونفس الكوادر التعليمية من النظام العادي في نظام التعليم الموازي مساءً.
- ضعف القدرات التعليمية للمدرسين والمعاناة من صعوبة توصيل المعلومات للطلبة بسبب زيادة الجهد المبذول منهم.
- قبول عدد كبير من الطلبة المؤهلين وغير المؤهلين للدراسة في النوع ده من التعليم أدى إلى التأثير السلبي الكبير على جودة الخريجين وقدراتهم.
مشجعين نموذج التعليم الموازي للأطفال في مصر شايفين إن السلبيات دي نقدر نتغلب عليها مع الوقت وإن إيجابيات النظام تستحق نصبر عليه ونطور فيه.
في الفترة الأخيرة ظهرت مصطلحات تانية لأنواع تعليم مختلفة زي مصطلح التعليم المنزلي أو الهوم سكولينج، وهو النظام الأقرب للتعليم الموازي، بس إيه الفروقات ما بينهم؟
الفرق بين التعليم المنزلي والتعليم الموازي في مصر
النظامين بيشتركوا في إنهم بيبعدوا الطفل عن الإحساس بالملل وبيحببوه في التعليم، لكن بيختلفوا في بعض النقاط زي:
الحضور المدرسي
التعليم المنزلي بيكون من البيت بشكل كامل، وبيقوم بعملية التدريس الأم أو الأب أو بمساعدة مدرسين متخصصين في دا، لكن نموذج التعليم الموازي للأطفال بيخلي الطفل يروح المدرسة يومين أو تلاتة في الأسبوع، ودا بيضمن للأهالي إن الطفل هيقابل زمايله ويكون عنده صحاب في المدرسة يتواصل معاهم ويعيش الحياة الطبيعية لأي طفل في سنه.
اعتماد الوزارة ومناهج التعليم
وزارة التربية والتعليم لا تعتمد نظام التعليم المنزلي كنظام رسمي تابع ليها ومش بتتدخل في مناهجه الدراسية، وبالتالي الطالب ميقدرش يحصل في النهاية على شهادة معتمدة زي باقى الأنظمة، لكن في نظام التعليم الموازي بتكون المناهج نفسها زي مناهج التعليم العادي، وبيحصل الطالب في النهاية على شهادة تخرج موازية لشهادات التعليم الحكومي العادي.
مصاريف الدراسة
منقدرش نحدد رقم ثابت لمصاريف الدراسة في نظام التعليم المنزلي لأنه معتمد على متغيرات كتير زي المرحلة العمرية والاستعانة بالمتخصصين وغيرهم، لكن في نظام التعليم الموازي للأطفال بتتحدد المصاريف من قبل وزارة التربية والتعليم وبتكون أعلى شوية من مصاريف التعليم العادي زي ما قولنا قبل كدا.
اعرف أكتر عن نظام التعليم المنزلي من خلال مقال: التعليم المنزلي – Homeschooling – شروط وايجابيات وسلبيات في مصر
نسب وكيفية القبول في التعليم الموازي
شروط القبول بتكون أقل صرامة من شروط قبول مكتب التنسيق في التعليم العادي، بس لسه مفيش نسبة محددة ثابتة لعدد الطلبة المقبولين في التعليم الموازي في مصر، لكن في أغلب الأوقات مش بتقل عن 25% من عدد الطلبة الملتحقين بالتعليم العادي.
نظام التعليم الموازي في مصر زيه زي أي نظام تاني ليه مميزات وعيوب، ودا اللي اتكلمنا عنه في المقال بحيادية تامة عشان تقدر الأهالي تقرر إذا كان النظام ده مناسب لأطفالهم أو لأ.
أضف تعليق