التعليم المنزلي – Homeschooling – شروط وايجابيات وسلبيات في مصر

كم من مرة أصبحت ساخطًا على أسلوب التعليم القائم على الحفظ والتلقين؟ للأسف واقعنا الحالي في المدارس يظهر لنا مساوئ كثيرة كانت تخفى عنا مسبقًا، خاصة مع تدني الأخلاقيات وعدم القدرة على الاستغناء عن الدروس الخصوصية بجانب المدرسة.

وهذا ما جعل الكثيرين يتجهون إلى التعليم المنزلي Homeschooling، فما هو التعليم المنزلي ؟ وما الذي يميزه عن غيره؟ وما هي فوائده؟ كل هذا وأكثر نوضحه لك من خلال هذا المقال.

مفهوم التعليم المنزلي

إن التعليم المنزلي بمفهومه الشامل هو التعليم خارج المؤسسات التعليمية في المنزل، سواء كان على يد معلم، أو كلا الوالدين، أو أحدهما، أما إذا نظرنا له عن قرب، سنجد أن التعليم المنزلي له ثلاثة أشكال مختلفة وهي:

التعليم المنزلي وفق منهج الوزارة

ويقصد به أن يتعلم الطفل نفس منهج الوزارة في المنزل، مع الخضوع للاختبار في نهاية العام، ونجد أن هذا الأسلوب متاح في عدة دول أجنبية وعربية.

مميزات هذا الأسلوب

  • يوفر قدر كافي من الوقت لتعلم أشياء أخرى.
  • تعلم المزيد من الأنشطة  الاجتماعية والعائلية والرحلات في وقت قصير.

المغتربين أكثر المستفيدين من هذا الأسلوب

  • الأسرة التي تريد أن يستكمل أطفالها التعليم الجامعي في الوطن.
  • العائلة التي لديها طفل يعاني من صعوبات التعلم، أو الإعاقة، أو التنمر المستمر.
  • بعض الأسر تفضل عدم الذهاب إلى المدرسة حتى لو التزمت بنفس المنهج.

المزيد على موقع دليل المدارس المصرية: مميزات وعيوب مدارس مبارك كول وأهم 8 مزايا يقام عليها المشروع

التعليم المنزلي وفق منهج

وهو يختلف عن الأسلوب السابق في أن الأطفال يتعلمون منزليًا وفق منهج خاص.

أنواع المناهج الخاصة في هذا الأسلوب

  • منهج مشترك بين المنهج الأساسي للدولة ومنهج آخر.
  • منهج خارجي معد مسبقًا.
  • منهج خاص من إعداد الوالدين.

مميزات هذا الأسلوب

  • حرية الأهل في اختيار المناهج.
  • إمكانية تصميم منهج خاص وفق احتياجات الطفل.
  • التقدم في المنهج بالسرعة المناسبة لقدرات الطفل.
  • إمكانية تعديل وتغيير المنهج عند الحاجة.
  • منح الأسرة الحرية في اختيار الوسائل التعليمية المناسبة.
  • التركيز على الاهتمامات ونقاط القوة والضعف عند الطفل.

 

التعليم المنزلي

التعليم المنزلي الحر (أو اللا تعليم!)

وهو يختلف عن كل ما سبق من أساليب، ففي حين أن الأساليب السابقة تحتوي على منهج مقنن، نجد هنا أنه لا منهج على الإطلاق، بل يتم تلبية رغبات الطفل المعرفية.

فمثلًا إذا شاهد الطفل فيلمًا عن الكائنات البحرية، وأصبح مهتمًا بها، عليك بإحضار الموارد التي تساعده في إشباع شغفه للمعرفة في هذا الموضوع.

ويقوم هذا الأسلوب على مبدأ أن المعرفة التي يكتسبها الطفل يكون الدافع وراءها شغفه ورغبته الخاصة لتعلمها، لذا تصبح راسخة لديه بسبب حبه لها، ومع ذلك فإن هذا الأسلوب لم يتم دراسته بشكل كاف، وهو غير مناسب لجميع الأفراد.

فوائد التعليم المنزلي

للتعليم المنزلي فوائد عديدة تميزه عن التعليم المدرسي ومنها:

 التركيز على المعرفة وليس الدرجات

ففي حين يتنافس الطلاب في المدرسة على تحصيل الدرجات بشكل أساسي للانتقال إلى صف أعلى، يركز الطفل في التعليم المنزلي على المعرفة بحد ذاتها وذلك لأنه ينتقل إلى مواضيع أكبر عند تحصيله المعرفة في الموضوع الحالي وتطبيقه وليس الدرجات.

 زيادة الترابط الأسري

فأنت تقضي المزيد من الوقت مع طفلك في التعليم المنزلي مما يقربك من بعضكم البعض، عكس المدرسة التي يقضي فيها الطفل معظم نهاره ثم يرجع إلى البيت مرهقًا يريد النوم.

عدم إهدار الوقت

الاعتماد على التعليم المنزلي سيجعلك توفر الوقت المهدر في رحلة الذهاب والرجوع من المدرسة والواجب المنزلي وغيرها، حيث يمكنك تعليم الطفل وتدريبه على ما تعلم أثناء وقت الدراسة، مما يتيح لك بقية اليوم لعمل أنشطة ممتعة.

الاهتمام بمواهب الطفل

فالتعليم المدرسي لا يركز على مواضيع بعينها بل يركز على تدريس عدة مواضيع بشكل سطحي، أما في التعليم المنزلي يمكن التركيز على مواهب الطفل بشكل معمق مع استمرار دراسة باقي الموضوعات بشكل أقل عمقًا.

المزيد على موقع دليل المدارس المصرية:  ما هي مدارس السيمي انترناشونال

شروط التعليم المنزلي

إن للتعليم المنزلي بأشكاله مميزات عدة؛ ولكن حتى يتمكن طفلك من استكمال دراسته الجامعية فلا بد من خضوعه إلى امتحان تقييمي قبل الجامعة مثل: امتحان الثانوية الأمريكية، أو امتحان الـ IG وهذا متاح في كثير من الدول المتقدمة.

أما في دول مثل مصر لن تجد هذا الخيار متاحًا، وهكذا لا يكون أمام الأسرة سوى إلحاق ابنها بجامعة أجنبية، أو التحايل على الوضع.

حيث يمكن التحايل على هذا الأمر بتسجيل الطفل منذ البداية بمدرسة وتغيبه عنها بعذر ما، مع الالتزام بحضور الامتحانات كل عام وهكذا يمكنه التقديم في جامعة محلية.

إيجابيات التعليم المنزلي

إن للتعليم المنزلي عدة إيجابيات ونذكر بعض منها فيما يلي:

 تعليم فردي

في حين يقسم المعلم تركيزه في المدارس الخاصة على 30 طفلًا، يركز الوالد في التعليم المنزلي مع طفل واحد فقط، وهذا يجعل الطفل يحصل على المساعدة الفورية إذا احتاج إليها، كما يجعل متابعة الطفل أفضل، حيث يعرف الوالد كل ما يعرفه طفله ويستطيع البقاء مدة أطول في نفس الموضوع إذا وجد ابنه يحتاج إلى ذلك.

مرونة الجدول

غالبًا ما يتصارع الأهل مع الوقت يوميًا لتحضير أبنائهم للذهاب للمدرسة في الوقت المناسب، مما يجعل الأبناء يكرهون المدرسة لعدم أخذ كفايتهم من النوم، كما أنهم قد يفوتون ووجبة الإفطار مما يضر بصحتهم، نجد الوضع في التعليم المنزلي غير ذلك.

ففي التعليم المنزلي يمكنك أن تحدد بداية وقت الدراسة في الموعد المناسب لك ولابنك دون وضع أنفسكم تحت ضغط، كما يمكنك تغييره في أي وقت إذا اختلفت الظروف.

مرونة المنهج

يتسم التعليم المنزلي بالمرونة الشديدة حيث يمكنك إضافة الأشياء التي تراها مناسبة لطفلك بالكم والكيفية التي تحددها، كما يمكنك حذف الأشياء التي لا تراها مناسبة في المنهج له أو غير متوافقة مع قدراته، ويمكنك الاعتماد على الكتب أو الإنترنت أو كلاهما.

توفير الأمان في بيئة التعلم

فمع التعليم المنزلي لن تقلق بصدد تعرض طفلك للأذى في المدرسة، سواء كان تنمر أو اعتداء جنسي أو ضرب وغيرهم، بالإضافة إلى أنه يجنبك تضييع اليوم الدراسي على ابنك بسبب الظروف الجوية السيئة.

قلة الأعمال الورقية

في حين خضوع طلاب المدارس لضغط إنهاء المشاريع، والواجبات المنزلية، والفروض، والاختبارات، في الموعد المناسب، وهذا يجعلهم في حالة إرهاق مستمرة، على عكس التعليم المنزلي الذي يمنح الطفل الحرية التامة والمرونة الشديدة في التقييم والتحصيل بجانب اتاحة الفرصة للاعتماد على العديد من السبل  التكنولوجية في تعليم الدروس الصعبة.

 

التعليم المنزلي

سلبيات التعليم المنزلي

على الرغم من الإيجابيات التي يتمتع بها التعليم المنزلي إلا أنه لا يخلو تمامًا من السلبيات وتتضح فيما يلي:

يحتاج إلى تفرغ تام

في حال إذا كان الوالدين يعملان، فعند اختيارهم للتعليم المنزلي سيضطر أحدهما إلى ترك العمل للتركيز على تعليم الطفل، وهذا يقلل من الدخل المادي للأسرة، مع عدم انخفاض المصروفات.

عدم وجود هيكل تعليمي 

في المدارس توجد مناهج مخططة من قبل خبراء على أعلى مستوى وتم تجربته عدة مرات، أما التعليم المنزلي فموارده محدودة وغير مجرب، كما أن عبء تخطيط المنهج وتطبيقه يقع كله على كاهل الوالد الذي يقوم بالمهمة، وهذا يضعه في موقف صعب.

التقييد في تغطية الموضوعات

ففي المدرسة يكون هناك مدرسين متخصصين في كل مادة وهذا يجعل طفلك على دراية بكل المواضيع حتى ولو لم يكن ذلك بعمق، حيث أن هذه المعرفة ضرورية للانتقال إلى صف أعلى.

أما في التعليم المنزلي يمكن للوالدين حذف مواضيع كاملة من المنهج، مما يقلل من تحصيل الطفل، كما أن الموضوعات المعقدة مثل الكيمياء والفيزياء والرياضيات، لن يستطيعوا تدريس الطفل فيها سوى القشور إلا لو كانوا متخصصين في هذا المجال.

وحتى إذا استطاعوا تدريسها فلن يكون ذلك بنفس كفاءة تدريسها على يد معلم خبير ومتخصص بالمدرسة.

عدم وجود مساحة خاصة

فعند ذهاب ابنك للمدرسة تجد أن لديك بعض الوقت لنفسك لتستمتع بكوب من الكاكاو الساخن وأنت مسترخ، أما في التعليم المنزلي فكل يومك سيكون مع ابنك، سواء وقت الدراسة أو وقت الأنشطة وغيرها، وهذا ليس سيئًا جدًا؛ ولكن أحيانًا يحتاج المرء لمساحة شخصية والمدارس توفر ذلك.

التبرير الدائم للآخرين

فكلما سمع أحدهم عما تفعله مع ابنك سيبدأون في لومك وانتقادك، وذلك لأن التعليم المنزلي غير شائع وليس له مدافعين كثر، مما سيدفعك للشك في مدى صواب قرارك.

 فقدان ميزة التنشئة الاجتماعية

ففي المدرسة يتعرض الطفل لكثير من المواقف الاجتماعية ويتعامل مع الكثير من الأطفال في نفس السن، أما في التعليم المنزلي تجد أن هذه التفاعلات الاجتماعية تقل بشكل كبير جدًا.

في النهاية، التعليم المنزلي ليس نقمة كليًا وليس نعمة كليًا، بل مثله مثل أي نمط تعليمي آخر له مميزات وله عيوب، فإذا قررت اختياره حاول البدء في وقت مبكر مثل رياض الأطفال، وذلك حتى تكون هناك فرصة للتجربة وتصحيح الخطأ وإدخال الطفل للمدرسة إذا ثبت عدم قدرتك على إدارة الأمور بمفردك.

دليل المدارس المصرية

ابحث عن المدرسة واحصل علي أدق النتائج وكافة المعلومات.

انضم إلي جروب دليل المدارس المصرية لو عندك اي استفسار

إقرأ أكثر..

  • لا توجد تعليقات بعد.
  • أضف تعليق