اختيار مدارس الأبناء هي مهمة صعبة ومحيرة على الأهالي اللي بيفكروا كتير في الأنسب والأفضل لمستقبل أبنائهم، ومحتارين أنهي مدرسة هتُثري عقولهم وهتنمي شخصياتهم ومهاراتهم عشان يتجهزوا لمستقبل مشرق ومبدع أكتر.
المستقبل المشرق بيبدأ من الاهتمام بالطفولة، مرورًا بالمراحل العمرية كلها وأهمها مرحلة الدراسة الثانوية. وعشان كدة كتير من الأهالي بيميلو حاليًا لدخول أبنائهم مدارس المتفوقين. فيلا بينا نتعرف على المدارس دي عشان نقدر ناخد القرار الصحيح.
إيه هي مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا؟
هي مدارس اتبنت للاهتمام بالموهبين في مجال العلوم والرياضيات، بسبب حاجة الدولة لتشجيع طلاب المرحلة الثانوية على دخول شعبة علمي بعد دخول أكتر الطلاب شعبة أدبي.
وهي نظام أميركي مطبق في أمريكا من سنوات، في البداية كانت عبارة عن منحة مقدمة لمصر من USAID، وكانت تحت إدارة أمريكية وبعدين اتحولت إدارتها لوزارة التربية والتعليم المصرية. الدراسة فيها مبنية على البحث العلمي ومعتمدة اعتماد كلي على الطالب.
المدارس دي بيدخلها الطلاب المتفوقين بعد المرحلة الاعدادية عشان يكملو مشوار التفوق والتميز في دراسة العلوم والتكنولوجيا، بعد دخول اختبار تحديد مستوى وقدرات محدد. وتسمى مدارس STEM وهي اختصار لـ Science Technology Engineering Mathematics. وهي مرحلة ثانوية بيتم فيها اختيار إما شعبة علمي علوم أو شعبة علمي رياضة.
تاريخ مدارس المتفوقين STEM وإزاي ندخلها
أول مدرسة للمتفوقين كانت في سنة 2011 وهي مدرسة 6 أكتوبر للبنين بمحافظة الجيزة، بعدها في سنة 2012 تم إنشاء مدرسة المتفوقات بالمعادي.
وبلغ عدد مدارس المتفوقين لغاية دلوقتي 11 مدرسة في محافظات مختلفة من جمهورية مصر العربية، منهم: الجيزة، القاهرة، الاسكندرية، كفر الشيخ، الدقهلية، الاسماعيلية، البحر الأحمر، أسيوط، الأقصر، المنوفية، الغربية، القليوبية، الشرقية، قنا. ولسة بيتبني مدارس أكتر للمتفوقين في جميع المحافظات.
التقديم في مدارس المتفوقين بيكون خلال شهر يونيو بعد نتيجة الدور التاني لامتحانات المرحلة الاعدادية، من خلال التسجيل على الموقع الالكترونى لوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني. بعد كدة بيتم عمل اختبارات بالإدارات التعليمية لقياس السمات الشخصية والقدرات الإبداعية، بالإضافة لاختبار مستوى الطالب في مادة العلوم والرياضيات والانجليزي. وبعدين بيتم إعلان الطلاب المقبولين ومدارسهم.
شروط القبول بمدارس STEM
– الطالب يكون حاصل على الشهادة الاعدادية في سنة 2021 ويكون مجموعه الكلي (98%) وحاصل على الدرجة النهائية في مادة اللغة الانجليزية أو الرياضيات أو العلوم.
– الحد الأدنى للمجموع الكلي ممكن يوصل لـ (95%) بشرط يكون جايب الدرجة النهائية في مادتين من مواد اللغة الانجليزية أو الرياضيات أو العلوم.
– سن الطالب ميعديش 18 سنة في شهر أكتوبر.
– اجتياز الكشف الطبي في الإدارة التابعة لمدرسة الطالب.
– أو يكون الطالب حاصل على برائة اختراع معتمدة من أكاديمية البحث العلمي، لو محصلش على الحد الأدني من المجموع الكلي والدرجة النهائية في مادة اللغة الانجليزية أو الرياضيات أو العلوم.
نبذة عن الدراسة في مدارس المتفوقين STEM
أغلب المدارس مشتركة وبتستقبل 75 طالب و75 طالبة، ماعدا مدرسة أكتوبر بتستقبل 150 طالب، ومدرسة المعادي 120طالبة. على أن يكون عدد الطلاب في كل فصل من 20 لـ 25 طالب. وهي مدارس داخلية يتم الاقامة فيها، والأجازات بتكون يوم الجمعة والسبت.
بيستلم كل طالب في البداية جهاز لاب توب مقابل مبلغ تأميني. وبتكون دراسة اللغة العربية والتربية الوطنية والتربية الدينية باللغة العربية، أمّا باقي المواد فباللغة الانجليزية.
بيكون عندهم 6 مشروعات علمية خلال الـ3 سنين، يعني في كل ترم مشروع وعليه النسبة الأكبر من الدرجات (60%) وللمواد (30%) من الدرجات و(10%) من الدرجات للسلوك والغياب. وعلى الطلاب إنتاج 5 جورنالات كل سنة، مع الامتحان قبل التخرج في كل اللي درسه تراكميًا خلال الـ3 سنين.
وقت التخرج بيُمنح الطالب شهادة الثانوية المصرية في العلوم والتكنولوجيا. وبيكون له تنسيق خاص للقبول بالجامعات معتمدة على النسبة المرنة. وبيكون متاح لخريجين مدارس STEM الحصول على منح بالخارج أو بالجامعات الدولية في مصر.
أهم مميزات وعيوب مدارس STEM
أبرز العيوب اللي بتظهر لمدارس STEM ولا يمكن التغاضي عنها:
1- صعوبة الدراسة واختلافها عن اللي اتعود عليه الطالب من الصغر.
2- الضغط النفسي والعصبي ممكن يأثر بالسلب على أداء الطالب.
3- نشأة أسلوب المقارنة جوا عقل الطلاب بسبب التنافس الشرس بينهم.
4- الحب المرضي والتعلق بالنتائج فقط.
5- إهمال باقي جوانب الحياة، واللي ممكن ينتج عنه طلاب منعزلين عن العالم الخارجي.
6- حب التباهي والتعالي بسبب التصنيف الشديد للمتفوقين.
7- كثرة الرسوب في المدارس هيسبب الإحباط وكره الذات.
8- تحمل المسؤولية زيادة في السن ده ممكن ينتج عنه نفور كامل منها.
9- المرور باختبارات صعبة ممكن تزيد التوتر وتأثر على ذهنه وجسده.
10- انتظار الأهل من الأبناء التفوق طول الوقت بدون قبول الضعف، ممكن يوصل للطالب فكرة الحب والقبول المشروط بالنجاح فقط.
11- مفيش قسم أدبي.
12- المدرسة داخلية وده ممكن يكون مرفوض من بعض الأهالي ومخيف لبعض الطلاب.
13- ظلم نظام النسبة المرنة، ومحدودية الأماكن المتاحة لطلاب مدارس المتفوقين في الكليات.
14- دخول كليات غير راغبين بها الطلاب.
15- قلة المنح المتاحة بالنسبة لعدد المتفوقين.
ودلوقتي خلينا نتعمق أكتر في أهم مشكلات مدارس STEM
- بُعد السكن للطلاب
أحيانًا بيتم تسكين الطلاب الناجحين في الاختبارات في سكن بعيد عن محافظاتهم، وده بيخلي الأمر تعجيزي على الطالب وأولياء الأمور، وبيخليهم يميلو أكتر للانسحاب ودخول مدارس ثانوية عامة قريبة.
- مفيش شفافية في نتائج الاختبارات
رغم إن اختبار التقديم الكتروني بالكامل وبيتم التصحيح الكترونيًا؛ إلا إن عدد المقبولين قليل جدًا مقارنةً بالمتقدمين، وكلهم في الأصل من المتفوقين في محافظتهم ومدارسهم.
- محدودية عدد الطلاب المُتاح قبوله
الدراسة بتحتاج عدد محدود جدًا من الطلاب، وده بيخلي الفرص ضئيلة ومش عادلة بالنسبة لكل المتفوقين.
- عدم وجود منهج
مفيش منهج وكتاب دراسي محدد، لكن في مشاريع قائمة على البحث والابتكار والتفكير والاجتهاد الذاتي.
- صعوبة الامتحان النهائي
الامتحان الأخير تراكمي للـ3 سنين الدراسية من غير تحديد المعايير الأساسية للامتحانات النظرية والعملية المختلفة.
- مفيش ضمان للمستقبل قدام كل العناء اللي في مدارس المتفوقين
مفيش نظام محدد لدخول الطلاب الجامعات الحكومية أو الخاصة بسبب الاعتماد على نظام النسبة المرنة في تنسيق القبول بالجامعات. واللي معناها قسمة عدد الطلاب الناجحين بمدارس المتفوقين على عدد طلاب الثانوية العامة في كليات الطب، الأسنان، الصيدلة، الطب البيطري، الهندسة، الحاسبات والمعلومات والعلوم. وبالتالي دخول الطلاب كليات غير رغباتهم رغم تفوقهم.
- المصروفات الدراسية
المصروفات بتختلف حسب مدرسة الطالب السابقة، بتكون 1000 جنيه في السنة لطلاب المدارس الحكومية أو التجريبية و2000 جنيه لإقامته وتأمين للاب توب، ولما بيتخرج بيسلم اللاب توب وياخد 1000 جنيه. أمّا طلاب المدارس الخاصة والدولية فبيدفع نفس المبلغ اللي كان بيدفعه في مدرسته الاعدادية السابقة واللي بتوصل لـ 40 ألف جنيه في السنة، مع 2000 جنيه تأمين اللاب توب.
- منح الدراسة قليلة
مفيش منح كافية لعدد المتفوقين المتخرجين.
- الدراسة كلها باللغة الانجليزية
لازم يكون الطالب متعود على الدراسة والفهم باللغة الانجليزية، فتعتبر الدراسة مناسبة أكتر للي كان في مدارس لغات مش مدارس عربية عادية.
- الاعتماد الكامل على الذات
مفيش نظام التلقين والمعلم والكتاب المدرسي، الدراسة بتعتمد على البحث الذاتي عن طريق الانترنت والمكتبات الالكترونية العالمية. وبعد كدة بيتم النقاش مع المعلم عشان يوجه الطلاب للطريق الصحيح.
- نظام الـTeam Work
الدراسة بتعتمد على فرق مكونة من عدد طلاب معين حوالي 4 أو 5 طلاب بيساعدو بعض. ممكن تكون دي نقطة إيجابية لكن في نفس الوقت ممكن تهدر وقت الفرد وممكن تخلي بعض الأشخاص اعتماديين على غيرهم.
- نسب الرسوب العالية
وصلت نسبة الرسوب في سنة من السنين لـ (44%) ودي نسبة عالية جدًا بالنسبة لمتفوقين، ووقتها كان في استياء كبير من الطلاب والأهالي.
- صعوبة التحويل لمدرسة تانية
لو الطالب قرر يحول من مدارس STEM لمدارس الثانوية العامة فهيكون في تعويض بمبلغ مالي ضخم ممكن يوصل لـ 80 ألف جنيه.
ومن جانب تاني هتظهر مميزات لمدارس المتفوقين كتير، أهمها:
1- خلق باحث ومثقف مش مجرد طالب.
2- بناء القوة النفسية للطلاب وتأهيلهم للعمل تحت ضغط.
3- زرع قيمة الإصرار والمثابرة للوصول لهدف محدد.
4- تنمية التفكير المنطقي والإبداعي.
5- الإعداد العملي لمجال التكنولوجيا والبرمجة.
6- مفيش تلقين للمعلومات، بيكون إرشاد ومساعدة بس.
7- التفكير بحرية بدون تقييد، والتشجيع على الاختراعات.
8- اكتساب مهارة القدرة على مواجهة الصعاب وحل المشكلات والاعتماد على الذات.
9- تكوين علاقات جديدة، وتعلم اسلوب التواصل الفعال.
10- فهم السمات الشخصية المختلفة وكيفية التعامل معاها.
11- إتاحة الفرص للتقديم على مسابقات ومنح مختلفة.
12- توسيع الأفق والانفتاح على العالم والتعرف على مجالات أكتر.
13- الشعور بقيمة الفرد وإضافته وتأثيره.
14- تأهيل الطلاب عشان يكونو علماء المستقبل.
15- تمنح المدارس الطلاب براءة اختراع لمشاريعهم.
هل دخول مدارس المتفوقين قرار صائب؟
مفيش شك إن القرار الصائب بيختلف من شخص لآخر حسب ظروفه واختلاف شخصيته، اللي بيناسب شخص مش ضروري يناسب شخص آخر حتى لو كان متفوق وحاصل على نفس الدرجات النهائية.
فلازم نحط اعتبارات كتير قبل القرار، منها: القدرات الخاصة للطالب ومدى اعتماده على ذاته، مدى ثقته بنفسه وقراراته، هل هو شخص اجتماعي وفضولي ولا بيميل للهدوء والعزلة أكتر، هل بيتأثر جسديًا ونفسيًا لو اتحط تحت ضغط وتوتر، هل بيحب المذاكرة والثقافة ولا بيُجبر عليهم بس لتحصيل درجات عالية؟.
لازم نحط السمات الشخصية للطالب في أول الاعتبارات لأنها هتساعده في مسيرته في مدارس STEM أو هينعكس الأمر وهيرسب وبالتالي هيتأثر نفسيًا وهتهتز ثقته في نفسه وهيتأثر مستقبله رغم تفوقه.
ومفيش مانع من إننا نقرأ عن الطلاب السابقين وتجاربهم عشان نشوف الصورة كاملة وواضحة. ومن أبرز الطلاب المتفوقين في مدارس STEM الطالبة ياسمين يحيى مصطفى الحاصلة على المركز الأول في معرض إنتل الدولي للعلوم والهندسة عن اختراعها جهاز “القوة الكامنة في قش الأرز”.
وفي النهاية نترك القرار الأخير للطالب مع استشارة ولي الأمر الأعلم بقدرات أبناءه. مع تمنياتنا للجميع بالتفوق والتوفيق.
أضف تعليق